عبد الحكيم عبد الرازق
New member
- إنضم
- 09/04/2007
- المشاركات
- 1,499
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 36
سم الله والصلاة السلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم
فقد سبق الحديث عن الحرف المحرك وأنه يخرج من مخرجين مختلفين مخرج الحرف ومخرج الجوف ؛لأن الحركات جزء من أحرف المد فيخرجن من مخرجهن ، وأما كونه يخرج بتباعد جزئي المخرج فكلام غير دقيق .
قال الطيبى :
إذ الحروف إن تكن محركه ... يشركها مخرج أصل الحركه
أي مخرج الواو ومخرج الألف ... والياء في مخرجها الذي عرف .
وما أريد الحديث عنه هنا ( أثر الشفتين عند النطق بالحرف المحرك ) حتى بلغنا عن بعض الأفاضل منع تحرك الشفتين عند النطق بالحرف المحرك .
دور الشفتين في نطق الحركات :
القول الصواب في هذه المسألة أن الشفتين ليس لهما دورا مستقلا في نطق الحركات ؛بل هو مرتبط بحركة الفك والشفتان تتبعان الفك السفلي في إنشاء الحركة .
فعند النطق بالفتح يتباعد الفك السفلى عن العلوي فيتبعه تباعد الشفتين بالتبعية ، وكذا عند الكسر ينخفض الفك الأسفل فيتبعه تباعد الشفتين بالتبعية ، وعند النطق بالمضمومة يرتفع الفك السفلي لأعلى ثم يحدث تمطيط للشفتين للأمام ، وليست هذه المطة بالتبعية للفك كما هو الحال في الفتح والكسر ؛ لأن وضع الشفتين يختلفان عن وضع الفك ، ولذا قال الإمام الطيبي في منظومته المفيد :
وكل مضموم فلن يتما ... إلا بضم الشفتين ضما
وذو انخفاض بانخفاض للفم ... يتم والمفتوح بالفتح افهم .
ولابد للقارئ من ضم الشفتين عند النطق بالضم حيث قال الإمام الطيبيى :
إن تر القارئ لن تنطبقا ... شفاهه بالضم كن محققا
بأنه منتقص ما ضما ... والواجب النطق به متما .
أما عدم مط الشفتين للإمام في المضموم مثلا فهذا غير صحيح ؛ إذ يؤدي لخلل في النطق ، وحركة الشفتين مع الحركات ذكره أيضا القدامى ، قال الشيخ محمد بن الحسن الصايغ 720هـ في كتاب : اللمحة في شرح الملحة ) : وسمي الضم رفعا ؛ لانضمام الشفتين به ، إذ هما أرفع الفم .
وسمي الفتح نصبا ؛ لأن الفتحة إذا أشبعت صارت ألفا ؛ والنطق به انتصاب إلى أعلى الحنك.
وسميت الكسرة جرًا ؛ لهوي النطق بها سفلا ؛ فكأنه مأخوذ من جر الجبل وهو سفحه.
وسمي الجزم جزما ؛ لقطع الحركة أو الحرف ؛ لأنه في اللغة : القطع.
ونقل أ. إبراهيم بن سالم الصاعدي في هامش ( اللمحة في شرح الملحة ) بعض الأقوال التي توضح ما سبق
قال الزجاجي في الإيضاح "93": "نسبوا الرفع كله إلى حركة الرفع؛ لأن المتكلم بالكلمة المضمومة يرفع حنكه الأسفل إلى الأعلى ، ويجمع بين شفتيه ، وجعل ما كان منه بغير حركة موسوما أيضا بسمة الحركة ؛ لأنها هي الأصل".
وقال الحيدرة اليمني : "وذلك أن الفاعل والمبتدأ لما كانا شريفين سمي إعرابهما رفعا". كشف المشكل 1/230.
" المتكلم بالكلمة المنصوبة يفتح فاه ؛ فيبين حنكه الأسفل من الأعلى ؛ فيبين للناظر إليه كأنه قد نصبه لإبانة أحدهما عن صاحبه ". الإيضاح 93.
وقيل: " المفعول وشبهه لما كانت حركته خفيفة تخرج بغير تكلف سميت نصبا ؛ والنصب: الصوت الحسن السهل". كشف المشكل 1/231.)ا.هـ
وبهذا تنجلي المسألة ويزال الإشكال . والله أعلم
والسلام عليكم
فقد سبق الحديث عن الحرف المحرك وأنه يخرج من مخرجين مختلفين مخرج الحرف ومخرج الجوف ؛لأن الحركات جزء من أحرف المد فيخرجن من مخرجهن ، وأما كونه يخرج بتباعد جزئي المخرج فكلام غير دقيق .
قال الطيبى :
إذ الحروف إن تكن محركه ... يشركها مخرج أصل الحركه
أي مخرج الواو ومخرج الألف ... والياء في مخرجها الذي عرف .
وما أريد الحديث عنه هنا ( أثر الشفتين عند النطق بالحرف المحرك ) حتى بلغنا عن بعض الأفاضل منع تحرك الشفتين عند النطق بالحرف المحرك .
دور الشفتين في نطق الحركات :
القول الصواب في هذه المسألة أن الشفتين ليس لهما دورا مستقلا في نطق الحركات ؛بل هو مرتبط بحركة الفك والشفتان تتبعان الفك السفلي في إنشاء الحركة .
فعند النطق بالفتح يتباعد الفك السفلى عن العلوي فيتبعه تباعد الشفتين بالتبعية ، وكذا عند الكسر ينخفض الفك الأسفل فيتبعه تباعد الشفتين بالتبعية ، وعند النطق بالمضمومة يرتفع الفك السفلي لأعلى ثم يحدث تمطيط للشفتين للأمام ، وليست هذه المطة بالتبعية للفك كما هو الحال في الفتح والكسر ؛ لأن وضع الشفتين يختلفان عن وضع الفك ، ولذا قال الإمام الطيبي في منظومته المفيد :
وكل مضموم فلن يتما ... إلا بضم الشفتين ضما
وذو انخفاض بانخفاض للفم ... يتم والمفتوح بالفتح افهم .
ولابد للقارئ من ضم الشفتين عند النطق بالضم حيث قال الإمام الطيبيى :
إن تر القارئ لن تنطبقا ... شفاهه بالضم كن محققا
بأنه منتقص ما ضما ... والواجب النطق به متما .
أما عدم مط الشفتين للإمام في المضموم مثلا فهذا غير صحيح ؛ إذ يؤدي لخلل في النطق ، وحركة الشفتين مع الحركات ذكره أيضا القدامى ، قال الشيخ محمد بن الحسن الصايغ 720هـ في كتاب : اللمحة في شرح الملحة ) : وسمي الضم رفعا ؛ لانضمام الشفتين به ، إذ هما أرفع الفم .
وسمي الفتح نصبا ؛ لأن الفتحة إذا أشبعت صارت ألفا ؛ والنطق به انتصاب إلى أعلى الحنك.
وسميت الكسرة جرًا ؛ لهوي النطق بها سفلا ؛ فكأنه مأخوذ من جر الجبل وهو سفحه.
وسمي الجزم جزما ؛ لقطع الحركة أو الحرف ؛ لأنه في اللغة : القطع.
ونقل أ. إبراهيم بن سالم الصاعدي في هامش ( اللمحة في شرح الملحة ) بعض الأقوال التي توضح ما سبق

وقال الحيدرة اليمني : "وذلك أن الفاعل والمبتدأ لما كانا شريفين سمي إعرابهما رفعا". كشف المشكل 1/230.
" المتكلم بالكلمة المنصوبة يفتح فاه ؛ فيبين حنكه الأسفل من الأعلى ؛ فيبين للناظر إليه كأنه قد نصبه لإبانة أحدهما عن صاحبه ". الإيضاح 93.
وقيل: " المفعول وشبهه لما كانت حركته خفيفة تخرج بغير تكلف سميت نصبا ؛ والنصب: الصوت الحسن السهل". كشف المشكل 1/231.)ا.هـ
وبهذا تنجلي المسألة ويزال الإشكال . والله أعلم
والسلام عليكم