إشارة قُرآنية لإحتمال صعود الإنسان للسماء في آية (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق)

إنضم
08/02/2024
المشاركات
151
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مصر، المنصورة
إشارة قُرآنية لإحتمال صعود الإنسان للسماء في آية (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق)

457575.jpg


أحد معاني هذه الآية التي ذكرها المفسرون ومنهم الطبري والبغوي وغيرهم:
قرأ أهل مكة وحمزة والكسائي : " لتركبن " بفتح الباء يعني لتركبن يا محمد ( طبقا عن طبق ) قال الشعبي ومجاهد : سماء بعد سماء . قال الكلبي : يعني تصعد فيها.

ومعلوم من القرآن أن الله جعل السماوات السبع طباق (جمع طبق وطبقة)، أي أن كل سماء طبق يعلو على الذي أسفله.
قال الله (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا)
وقال الله (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا)

وقول الله لتركبن، يحتمل النبي وغيره من البشر

ومع ذلك ينفي البعض إمكان صعود الإنسان للسماء

ولم أرى الركوب في القرآن إلا مقرونا بالسفر ووسائل المواصلات مثل الفُلك والأنعام، والخيل والبغال والحمير.

ومن ذلك يمكن القول بأنه كما ركب النبي سماء بعد سماء، فيحتمل أيضاً ركوب بعض أفراد أمته أيضاً سماء بعد سماء، وحذفت وسيلة الركوب لكونها غير معلومة في زمن النبي، واكتفى الله بالإشارة لها في قوله تعالى (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ)

فالنفاذ من أقطار السماوات والأرض بحاجة لعلم وقوة وأدوات خاصة، وهو ما نشاهده اليوم في وسائل الترقي في السماء ووسائل الهبوط لباطن الأرض.

وأرجو أن نلاحظ أن آية النفاذ من اقطار السماوات والأرض لا تنفي الصعود للسماء طبقا عن طبق، أو الهبوط في باطن الأرض، ولكن تنفي النجاح والإنتصار في النفاذ الكامل من السبع سماوات، أو اختراق كامل طبقات الأرض مرورا بمركزها، قال الله (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)، أي لا تنتصران في النفاذ، اي في العبور الكامل.

يقال في لغة العرب
نَفَذَ فيه، ومنه: خرجَ منه إلى الجهة الأخرى
ونَفَذَتِ الطَّعْنَةُ القَلْبَ: خَرَقَتْهُ، تَجاوَزَتْه

وعليه فلا أرى مانعاً من إشارة آية (لتركبن طبقا عن طبق) لصعود الإنسان للسماء بوسائل خاصة، ولكنه لن ينجح أبدا في النفاذ من السماوات السبع، والله تعالى اعلى واعلم.

د. محمود عبدالله نجا
 
عودة
أعلى