تأملات في سورة ( قل هو).

أبو عبد المعز

Active member
إنضم
20/04/2003
المشاركات
679
مستوى التفاعل
32
النقاط
28
ما دلالة "قل" ؟

إنها تجعل المعنى مزدوجا مرتين:

- لفظ ومعنى

- علم وإعلام

1- لو كانت الآية بدون قل ،أي ( هو الله أحد)، لكانت مجرد إخبار بمعنى يتصور بالذهن فقط ، لكن كلمة "قل" قد أضافت إلى المعنى الذهني اللفظ باللسان ،فكان أن اتحدت العقيدة بالشهادة...ومعلوم أن قول الجنان لا يكفي بدون اللفظ باللسان ...وقد تقرر عند أهل السنة والجماعة أن الإيمان اعتقاد وقول وفعل ، أركانا ثلاثة إذا تهدم واحد منها خر البناء كله...ومرجئة الفقهاء أنفسهم وإن كان عندهم شبه تحفظ على ركنية العمل لكنهم متفقون على ركنية القول ولم يخرج القول إلا مرجئة المتكلمين إذ جعلوا الإيمان مقتصرا على المعرفة فقط...

فالتوحيد علم بوحدانية الله وشهادة بهذا العلم...ولا يكتفى بالعلم فقط ، ألا ترى أن أهل الكتاب المعاصرين للنبي- صلى الله عليه وسلم - لم يكن عندهم أدنى شك في نبوته ورسالته وانطباق الإشارات المذكورة عندهم في كتبهم عليه:

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة : 146]

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [الأنعام : 20]

لكن هذه المعرفة وحدها لا تدخلهم في زمرة المؤمنين والمسلمين إلا بشرط النطق بالشهادة...فظهر الفرق بين "هو الله أحد" و "قل هو الله أحد".
 
2- المعنى الثاني : اقتران التلقي بالتبليغ، أو اتحاد العلم بالإعلام

قل (للناس) هو الله أحد...

فتكون الوظيفة مزدوحة : يعلم الله رسوله بإنه واحد ، ويأمره بإعلام الناس بذلك...فاستفيد من "قل" أمران من الأهمية بمكان:

التوحيد عقيدة وشهادة

التوحيد عقيدة وشهادة وتبليغ.

وقد ندد التنزيل بأهل الكتاب من قبلنا بشدة لأنهم لا يقولون للناس ما قال الله لهم:

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة : 159]

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة : 174]
 
"قل"

اشتركت سورة( قل هو) وسورة (الكافرون) في الاستهلال بأمر "قل" ،واتحدتا في موضوع التوحيد، لذلك اشتركتا في الاسم والوصف...قال القرطبي :

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: كَانَ يقال ل ( قل يا أيها الكافرون)، و (قل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) الْمُقَشْقِشَتَانِ، أَيْ أَنَّهُمَا تُبَرِّئَانِ مِنَ النِّفَاقِ.

وسميت السورتان معا ب(الإخلاص)...

والجدير بالملاحظة أن سورة( الكافرون) جاء الأمر بعد" قل" بالنفي: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ [الكافرون : 2]

وجاء الأمر في أختها بعد "قل" بالإثبات: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص : 1]

ومعلوم أن التوحيد مكون من شقين :النفي والإثبات فتكفلت كل واحدة منهما بشق...فالكافرون تنفي الآلهة الباطلة (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) والإخلاص تثبت المعبود الحق (قل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)

ولما كان النفي مقدما على الإثبات (لا إله إلا الله) فقد جاءت سورة (الكافرون ) قبل سورة (الإخلاص) في ترتيب المصحف الشريف...

(سورة الكافرون بعدها سورتان ثم سورة الإخلاص بعدها سورتان أيضا ثم يختم المصحف!!)
 
"هو"

في تأويل الضمير"هو" ثلاث مذاهب : مذهبان مقبولان ومذهب مردود

1- أن يكون "هو" ضمير شأن فلا يحيل على شيء محدد كأن يكون التقدير :الأمر أو الشأن يتعلق بالله الأحد.

2-أن يكون "هو" ضميرا حقيقيا يحيل على شيء مذكور أو معهود ، ولما جاء هذا الضميرفي مستهل السورة غير مسبوق بكلام يتضمن موضوع الإحالة فقد قال المفسرون إن الضمير يتعلق بما ذكروه من أسباب النزول فقد سأل المشركون النبي -صلى الله عليه وسلم - عن هذا المعبود الذي يدعوهم إليه ، فنزلت الآية فيكون التقدير : الذي تسألون عنه هو الله أحد...

3- المذهب المردود - بدون تردد- هو مذ هب الصوفية التي قالت : إن "هو" من أسماء الله الحسنى، بل هو الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى... ومن ثم ابتدعوا ذكرهم المشهور:( يا "هو"...)

نقول : لا بد لاسماء الله الحسنى أن تتضمن معني حسنا ويكون هذا المعنى - في الغالب – فيه تفاوت في الدرجة، فلا يوصف الله إلا بالدرجة العليا كما نقول : أرحم الراحمين ...فأي معنى حسن يوجد في ضمير "هو" ليكون من أسماء الله الحسنى .؟

الضمائر كلها خالية من الصفات -حسنى أو غيرحسنى- ووظيفتها الإحالة على الذوات المذكورة أو المعهودة فقط ولا تتضمن أي حكم قيمة ...فقد تحيل"هو" على رجل كما قد تحيل على حيوان ... ومع ذلك جعله الجهال من الأسماء العليا!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى خيرا وبارك بكم
الأستاذ العزيز حفظنا الله تعالى وإياكم الفقرة الآتية تحتاج إلى توضيح :
( 1- أن يكون "هو" ضمير شأن فلا يحيل على شيء محدد كأن يكون التقدير :الأمر أو الشأن يتعلق بالله الأحد)
وجزاكم الله تعالى خيرا .
 
"أحد"

الغالب على مذهب العلماء مسلك التفريق بين "واحد" و"أحد" ،على أساس الجهة من الإثبات والنفي...ومن ثم اعتبروا الأحدية صفة خاصة لله في مقام الإثبات ، فلا يقال عن غيره إلا "واحد "، مثل (هو رجل واحد) و(أمر واحد) ولا يجوز (هو رجل أحد) ولا (أمر أحد)، إلا في سياق النفي، فيقال (لم أر أحدا من الرجال) . ..
النفي في "أحد" مطلق - كما في دلالة "لا" النافية للجنس - ففي قولك (لم أر أحدا من الرجال) نفي لرؤية أي واحد من جنس الرجال....بينما لو قلت (لم أر واحدا من الرجال) فقد نفيت رؤية رجل واحد ولم تنف الجنس ، فقد يفهم المتلقي أنك نفيت رؤية فرد من الرجال ولم تنف رؤية جماعةمنهم، فيجوز أن يقال (لم أر واحدا من الرجال بل سبعة) ، لكن لا يجوز أن يقال : (لم أر أحدا من الرجال بل سبعة) لما في العبارة من تناقض بين صدرها وعجزها ، فصدرها يعدم حقل الرؤية وعجزها يوسعه!

لكن ظهر لي – وهذا اجتهاد شخصي- إمكان الجمع وتوحيد المعنيين...استنادا إلى آلية "التضمين " كما سنبين إن شاء الواحد الأحد...
 
اعلم أن كل كلمة تختص بمعناها ولا تدل إلا عليه ، ولكن يحدث أحيانا – لمقتضيات ظاهرة -أن تدل على معنى هو من اختصاص كلمة أخرى فتضيفه إلى معناها الأصلي هذه الظاهرة سموها التضمين (أي تضمنت الكلمة معناها ومعنى غيرها) ويتضح هذا بمثال:

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ [فصلت : 6]

اسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ : عدي فعل "استقام" بحرف "إلى" مع أن هذا الفعل لازم لا يتعدى (لا بنفسه ولا بحرف) مثلا في قوله: وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ [الشورى : 15] تكون "استقم" جملة تامة مفيدة يحسن السكوت عليها – كما يقول النحاة- ليس فيها إلا فعل وفاعل ،لا تحتاج إلى مفعول أصلا ...فما الحكمة من جعلها متعدية ب"إلى"؟ لم لم يقل فَاسْتَقِيمُوا وَاسْتَغْفِرُوهُ؟

نقول :إلحاق" إلى " ب "استقيموا " مؤشر على أن هذا الفعل قد أشرب وتضمن معنى فعل آخر من شأنه التعدية بهذا الحرف..ولعل هذا الفعل هو "توبوا"... نرجحه لمؤشرات ثلاثة:

1- التوبة مظهر من مظاهر الاستقامة فحقل دلالي واحد يجمعهما

2- فعل "تاب" يتعدى ب"إلى" : فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ [البقرة : 54]

3- التوبة والاستغفارمقترنتان فالتوبة إقلاع عن سيئة وعزم على ألا عودة إليها ، لكن ما اقترف فيما مضى قد كتب فلزم الاستغفار: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ [هود : 3]

وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ [هود : 90]

(فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ) تضمن "استقيموا إليه" معنى "توبوا إليه" ( وقد يقدر فعل آخر من نفس الحقل الدلالي يتعدي ب "إلى" مثل ارجعوا إليه، أو فروا إليه ، أو اسعوا إليه)

وانطلاقا من آلية التضمين هذه نعتقد أن كلمة "أحد" قد تضمنت النفي والإثبات معا:

فأما الإثبات فمفهموم من السياق (قل هو الله أحد)

وأما النفي فمفهوم من المعنى المتأصل في كلمة "أحد"

"أحد" دالة على الإثبات بحسب سياقها (قل هو الله أحد) لكنها لم تفقد معنى النفي المتأصل فيها...

فيصبح الجمع بين المعنيين النفي والإثبات إشارة إلى كلمة التوحيد نفسها( لا إله إلا الله... ) بتقدير الله واحد وليس معه أحد ...اختزل كل ذلك في كلمة واحدة :"أحد"...وفصلته خاتمة سورة الكهف :

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف : 110]
واحد - أحد

ونفهم على ضوء هذا التخريج - إن صح - سر تكرار بلال -رضي الله عنه- لكلمة (أحد، أحد...) أثناء محنته...فالظاهر ذكر الله بالاسم المفرد لكن يؤول إلى شهادة التوحيد، لتضمن كلمة "أحد" النفي والإثبات معا.
 
"الصمد"

ذكر أهل اللغة والتفسير أن من معاني الصمد "المصمت الذي لا جوف له" وهذا المعنى قليل الفائدة فلا تحمل الآية عليه، وإنما قلنا ذلك لأن مقصود سورة (الإخلاص) هو التعريف برب العالمين كما هو مستفاد مما أوردوه عن سبب النزول...فتكون السورة بمثابة "بطاقة هوية" - إن صح التشبيه – ومن شروط بطاقة الهوية أن تسجل من التفاصيل بحيث لن تنطبق في الوجود إلا على واحد هو المعني بالتعريف...ولسنا نرى في عقلاء البشر من يزعم أن ربه مجوف لتكون السورة ردا عليه...ثم ما الحكمة من تخصيص الرد على (المجوفين)-إن وجدوا- من بين سائر أصناف المجسمة والمجسدة...إذ يمكن فتح سلسلة لا تنتهي من السلب – على منهج المتكلمين وأضرابهم- لاجوف له وليس مكعبا ولا مربعا ولا ....ولا...واستمرار السلب لا إلى نهاية ليس فيه تمجيد كبير...

بخلاف ما لو حملت صفة الصمد على المعنى الصحيح ( أى السيد المقصود عند الحوائج...) عندئذ يظهر المعنى الجليل اللائق برب العالمين وتبدو معها تلك السلوبات أقرب إلى الهذيان!

المقصود عند الحوائج هو جوهر الألوهية ، والمشركون أنفسهم مقرون بصمدية الرب ، فهم يقصدون ربهم عند الحوائج، لكنهم يقصدون معه غيره أيضا ومن هنا كانوا مشركين وهم عند الضرورة يكونون موحدين - رغم أنفهم - وينسون شركاءهم:

بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ [الأنعام : 41]

هذه الصمدية لابد للإنسان أن يقر بها بسبب وضعه الوجودي فقد خلقه الله فقيرا محتاجا (لا نقصد الفقر بالمعنى الاقتصادي بل بالمعنى الوجودي مثل الحاجة الدائمة إلى الأكل والشرب والهواء ) خلقه الله في حاجة إلى الهواء في كل دقيقة أو أقل منها... خلقه الله كذلك ليشعره بفقره في كل لحظة ومع الشعور بفقره يمتليء وجدانه بصمدية الرب ...فقارن هذا المعنى الجليل للصمد مع المعنى المبتذل (المصمت الذي لا جوف له)!
 
"الصمد"

تكاد "الصمدية" تكون نقطة تقاطع بين التوحيدين الربوبية والألوهية...وهنا لا بأس من الإشارة إلى الضابط اللغوي المميز بين التوحيدين:

في توحيد الالوهية يكون الإنسان في موقع (الفاعل ) وفعله موجه إلى الله وحده فتقول : يخشى الإنسان الله ، يتوكل الإنسان على الله ، يصلى الإنسان لله ، يتوب الإنسان إلى الله.......وهلم جرا

في توحيد الربوبية العكس: الله هو الفاعل والإنسان ( أوغيره) مفعول به فتقول : خلق الله الإنسان ، يرزق الله الإنسان، يهدي الله الإنسان ...وهكذا..... وفي هذه الأمثلة جميعا يجب لزاما إدخال قيد (وحده) ليتحقق التوحيد : يخشى الإنسان الله وحده (الألوهية)، وحده خلق الله الإنسان (الربوبية)....

ولما كان الصمد هو ( السيد المقصود عند الحوائج) كان التوحيد فيه للألوهية ( الإنسان قاصد بصيغة اسم الفاعل، والسيد مقصود بصيغة اسم المفعول) لكن "الصمدية"- كما أشرنا من قبل – أمر تدعو إليه الفطرة والضرورة معا ، فلا ينفصل الرب عن كونه صمدا....ونكران الصمدية لا يتأتى إلا مع نكران الربوبية، كما في مذهب كثير من الفلاسفة وعلماء الطبيعة...فهؤلاء ملاحدة وإن صرحوا بوجود الله، فالله في منهج هؤلاء الأقوام ليس "ذاتا" وإنما هو "مبدأ" ذهني للتفسيرفقط...- مثل مبدإ "المحرك الاول" الارسطي-وقد تجد جهالا من المسلمين يفرحون بأقوال أساطين العلم والفلسفة في الايمان بالله ويتخذونها حججا في التصدي للإلحاد ولم يعلم جهالنا أن أساطينهم يسخرون منهم فالله مفهوم فقط لا يعي ولا يسمع ولا يستجيب، فلا فرق عندهم بين أن تعبد الله أو تعبد "اللانهاية" أو تعبد مجموعة "الاعداد الأولية" أو تعبد متوالية " فيبوناتشي " فكل أولئك مفاهيم حيزها الذهن فقط....
 
الله أحد/ الله الصمد


تكرار اسم الله مرتين مؤشر على أن التركيب جملتان، وأن (الله) اسم و(أحد) و(الصمد) صفتان...كما تقول :" زيد شجاع، زيد كريم"....

وفي تكرار المبتدأ زيادة مدح ، فهو أمدح من قولك" زيد شجاع كريم" ....

ونشير هنا إلى أن تكرار اللفظ لا يقصد به دائما أمرا ذهنيا (كالإفهام بالتوكيد والتقرير)، بل قد يكون القصد عاطفيا انفعاليا (كالتلذذ بذكر اسم المحبوب ) ..وهذا أمر يشعر به من يكرر ذكر اسم الله فتجد المعنى الذهني مصحوبا بالظلال النفسية فيمتليء الصدر عند ذكر اسم الجلال بأحاسيس لا يمكن التعبير عنها، والصورة الصوتية نفسها لاسم" الله " تولد تلك الأحاسيس: ف "اللام "المفخمة ومدها وانهاء المد بصوت "الهاء" يشعرالمرء وكأن الكلمة قد انبعثت من الصدر وعادت إليه!!!

الجمع بين الصفتين (أحد) و(الصمد) جمع بين التسبيح والتحميد الدالين على التخلية والتحلية:

"أحد "صفة عدمية منزهة لله إن يكون له ند أو شبيه أو مثيل .....فسبحانه وتعالى،

"الصمد" صفة ثبوتية فهو مقصود عند كل مخلوقاته...فله الحمد....!
 
"قل هو الله أحد الله الصمد"


هذا هوالشق الأول من السورة وهو تركيب تحت علامة الإثبات

أما الشق الثاني من السورة فهو تراكيب تحت علامة النفي...

ونلحظ تناسقا بديعا بين الشقين ...في شق الإثبات أثبت له ثلاثة :

1-الله

2-أحد

3-الصمد

وفي شق النفي نفي عنه أيضا ثلاثة:

1- لم يلد

2- لم يولد

2- لم يكن له كفؤا أحد

ونلحظ أيضا هذا التقابل الطريف مع سورة (الكافرون)

فسورة (الإخلاص) بدأت بالإثبات وانتهت بالنفي- كما أشرنا- أما سورة (الكافرون) فقد بدأت بالنفي ( لا أعبد ما تعبدون...ولا ....ولا...) وانتهت بالإثبات (لكم دينكم ولي دين)
 
في قسم الإثبات ( قل هو الله أحد ، الله الصمد) جاءت أسماء الله كلها صريحة ، خاصة إذا اعتبرنا (هو) ضميرشأن.

في قسم النفي لم تأت أسماء الله إلا مضمرة ( لم يلد ، لم يولد ، لم يكن له)

وفي السورة كلها نلحظ أمرا بديعا جدا: لقد جاءت أسماء الله بكل المقولات النحوية – المعجمية التي تعرفها اللغة العربية للدلالة على الذوات – أو تقريبا-!

1- جاءت اسما :الله

2- جاءت صفة : الأحد، الصمد.

3- جاءت ضميرا بارزا منفصلا : هو (إذا اعتبرنا "هو" ضميرا حقيقيا وليس ضميرشأن)

4- جاءت ضميرا بارزا متصلا : الهاء( في "لم يكن له")

5- جاءت ضميرا مستترا : ( "لم يلد" :ضميرالفاعل ، "لم يولد" :ضمير نائب الفاعل)
 
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص : 3]



تقديم "لم يلد" ، على "لم يولد" مراعاة لعموم البلوى، وإلا فإن العادة البلاغية تقتضي تقديم نفي الأصل على نفي الفرع، ونفي البداية على نفي النهاية...

قلت مراعاة لعموم البلوى لأن الذين ينسبون لله الولد أكثر من الذين ينسبونه إلى والد...منهم المشركون وأهل الكتاب فقد زعم مشركو العرب أن الملائكة بنات الله:

وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ [النحل : 57]

فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ [الصافات : 149]

وأما أهل الكتاب فطائفة منهم جعلوا له ولدا اسمه (عزير)، وطائفة جعلوا له ولدا اسمه (عيسى):

وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [التوبة : 30]

فنسبة الولد إلى الله قديم قبل اليهود والنصارى أنفسهم...

ولم أجد من جعل لله والدا إلا ما كان من أمر النصارى الذين جعلوا لله والدا وولدا في وقت واحد ...

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة : 17]

قالوا إن الله هو المسيح ، وهو مولود لله فيكون الله عندهم مولودا ، وهذا الوالد نفسه - ويسمونه الأب- هو الله وله ولد، فيكون الله عندهم والدا ...ولعل قوله تعالى :

لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص : 3] موجه لجميع الكفار وللنصارى خاصة ،لأنهم جمعوا ما تفرق في غيرهم من الضلال.
 
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص : 3]



لعل أسهل طريقة لرد زعم الكفار أن لله ولدا أن يسألوا: ولماذا يتخذ الله ولدا؟

يمكن إرجاع أجوبتهم الممكنة – بحسب ردود القرآن عليهم - إلى خطين عريضين:

1- أن يتخذ الله ولدا لعبا ولهوا

2- ان يتخذ الله ولدا لحاجة

وهذه الحاجة إما الفقر أو العجز.

فتجد في التنزيل ذكر الغنى عند زعم الكفار أن له ولدا:

وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ [البقرة : 116]

وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا [النساء : 171]

قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [يونس : 68]

الله غني مالك كل شيء ، فما فائدة اتخاذ ولد!

وإذا قالوا نعم، الله غني ،و هو خالق كل شيء ،ولكن اتخذ ولدا ليساعده على تدبير وتسيير الملكوت.... فيرد التنزيل :

مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [مريم : 35]

إذا أراد الله شيئا يكفي أن يقول له كن فيكون فما حاجته إلى ولد يساعده!!

لم يبق لهم إلا أن يقولوا اتخذ ولدا لهوا

لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ [الأنبياء : 17]

وهل يليق اللعب واللهو برب العالمين!

ولذلك فنسبة الولد لله شتم له وسب، لأن ذلك يؤول إلى القول بأن الله يلعب ،ولا يملك كل شيء ،ولا يقدر:

كَذَّبَنِي ابنُ آدَمَ، ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ، وشَتَمَنِي، ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ؛ فأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَزَعَمَ أنِّي لا أقْدِرُ أنْ أُعِيدَهُ كما كانَ، وأَمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ: لي ولَدٌ، فَسُبْحانِي أنْ أتَّخِذَ صاحِبَةً أوْ ولَدًا!

صحيح البخاري

فتعجب من الجهل المركب عند النصرانى : يعتقد أنه يمجد الله بنسبة الولد إليه وهو ينتقص منه ويسبه!
 
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص : 3]

ما زعمه النصارى من أن المسيح مولود لله لا يعقله النصارى أنفسهم فضلا عن غيرهم ، إن النصراني يعتقد أن الله (الآب) أزلي لا بداية له في الزمن ، والمسيح (الابن) كذلك أزلي لا بداية له في الزمن، فكيف يعقل أن يلد أزلي أزليا مثله ! الولادة هي بالضرورة بداية فكيف تعقل بداية من لا بداية له!!

لا ينفعهم الالتجاء إلى المجاز....لأن المجاز فرع عن الحقيقة ـ فإذا لم يعقل الأصل فكيف يعقل الفرع!!!

إن قولهم ب"المولودية" يلزمهم إنكار" الأزلية"...فأنى لمن لم يكن أزليا أن يكون ربا....!

ليس لهم إلا أن يقولوا برأي قديسهم (اوغسطين) : نؤمن بهذا لأنه فوق العقل....ونحن نقول لهم : هناك فرق كبير بين ما يناقض العقل وبين ما يتجاوزه ....أنتم وقديسكم تلغون العقل بكل بساطة من أجل الهوى!!
 
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص : 3]

ومع قول النصارى ب (روح القدس) يزيدون من تعقيد المسألة على أنفسهم :

لماذا كان أقنوم ابنا لله والأقنوم الآخر ليس ابنا له؟

قالوا في شرح كتاب قانون الإيمان:

(يسوع المسيح ابن الله الوحيد عبارة (الوحيد) لتمييزه عن بنوتنا نحن لله. فهو الوحيد الذي هو ابن الله من نفس طبيعته وجوهره ولاهوته)

أقول بل إن عبارة الوحيد في الحقيقة لتمييزه عن روح القدس فليس هناك داع للاحتراز من بنوة الناس لله فهذه البنوة مجازية قطعا فالناس ليست لهم طبيعة الله وجوهره ولاهوته كما قال الشارح ، لكن يقال لهذا لشارح ماذا عن أقنوم( روح القدس) أليس من نفس طبيعته وجوهره ولاهوته ، فلماذا لم تجعلوه ابنا لله كما فعلتم مع يسوع!

ولكي يتفادوا أن يتهموا بالتحكم والاعتباط فروا من الواقع إلى اللغة...فمعلوم أن اللغة عند العقلاء تابعة للعالم وليس العكس فالكوخ يسمى كوخا وإذا عدله صاحبه بيتا سمي بيتا وإذا فخمه وضخمه سمي قصرا فالأسماء تابعة للمسميات ...وليس من العقل أن تسمي الكوخ قصرا وهو كوخ...

قالوا يسوع ابن الله وروح القدس "منبثق" عن اللهّ...فسموا شيئا ولادة مرة وانبثاقا مرة أخرى...وإلا فعليهم بيان خصوصية كل من الولادة والانبثاق كما سنوضح...
 
"انبثق" وبالفرنسية (emaner) تعني خروج شيء من شيء أو صدور شيء عن شيء أو انبعاث شيء عن شيء كانبثاق الضوء من الشمس ، والغاز والإشعاع في مجال الفزياء...فتكون الولادة والانبثاق متفقين في الجذر الدلالي (حصول شيء من شيء) وهذا الجذر المشترك يسمح باستعمال لفظ مكان لفظ ولو على سبيل الاستعارة...ولكن النصارى لم يبينوا خصوصية دلالة اللفظين ليتم التمييز الحاسم ....ومما زاد في طينهم بلة انفصالهم الكبير بسبب هذه الكلمة نفسها : فقد ذهبت الكنيسة الشرقية (الارثدوكس) إلى أن روح القدس "منبثق " من الآب فقط بينما ذهبت الكنيسة الغربية (الكاثوليك) إلى أن روح القدس منبثق من الآب والإبن ، وزيادة " والابن" هي القشة التي قصمت ظهر البعير وقسمت كنيسة النصارى قسمين !

فإن كان عموم النصارى مطالبين ببيان الفرق بين الولادة والانبثاق فإن الكاثوليك والبروتستانت مطالبين بأمر إضافي : كيف يظهر شيء واحد من مصدرين مختلفين فهل انبثق شق روح القدس من الآب والشق الآخر من يسوع! أم ظهر بتمامه من الأقنومين وهنا إشكال منطقي كبير:فإن انبثق بتمامه من الآب فقد وقع الظهورفكيف يظهر من جديد من يسوع ، فالباب الذي فتح مرة فهو مفتوح فكيف يفتح المفتوح مرة إخرى إلا إذا أغلق بعد فتحه ...فهل انبثق الروح من الآب ثم اختفى وانبثق مرة أخرى من الابن!!!

ليس على النصارى إلا أن يقروا أن الولادة حقيقية وأن الانبثاق مختلف عن الولادة الحقيقية فيتسنى لهم بذلك الزعم أن يسوع ابن الله الوحيد حقا...وهذا الزعم ستنقضه الآية الأخيرة في سورة الإخلاص.
 
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص : 4]


تحتمل الآية أن تكون لقصد التقرير وأن تكون لقصد الحجاج:

- فعلى القصد الأول تكون استرسالا في تقريرالصفات العليا وتكون خاتمة السورة تأكيدا لبدايتها:

قل هو الله أحد

لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ

فيلحظ تكرار كلمة "أحد" في فاصلة الآية الأولى وفاصلة الآية الخاتمة على نسق وجه من الوجوه المعروفة في علم البديع باسم: (رد الصدر على العجز)

- وعلى القصد الثاني تكون الآية ردا على من زعم لله الولد فيكون المراد ب"الكفؤ" الصاحبة - كما في آية (الأنعام)-:

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الأنعام : 101]

"الكفؤ" إذن هو خصوص الصاحبة في معرض الحجاج ، وعموم الند والمثيل في معرض التقرير.
 
احتجاج التنزيل بنفي الصاحبة على نفي الولد يشير إلى أن الولد المنسوب لله ولد حقيقي وأن الولادة حقيقية ، فههنا فرق بين عبارة "لم يلد " الواردة في سورة الإخلاص وبين عبارة " لم يتخذ ولدا"الواردة في مواضع من القرآن:

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا [الإسراء : 111]

وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا [الكهف : 4]

مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [مريم : 35]

اتخاذ الولد يعني "التبني"

وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا [يوسف : 21]

وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [القصص : 9]

الفرق بين "ولد الله " و"اتخذ الله ولدا" أن الأول محال، أما الثاني فممكن- لكن الله لا يفعله- ودليل الإمكان قوله تعالى:

لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الزمر : 4]

وهنا الفرق بين عموم النصارى وأتباع (أريوس) ، فعامتهم يقولون "ولد الله يسوعا" أما أريوس فيقول "اتخذ الله يسوعا ابنا " ،أي تبناه، فيسوع مخلوق من المخلوقات ،وقد كان الله ولم يكن معه لا يسوع ولا غيره ،وليس في ذات يسوع شيء من جوهر الربوبية...لذلك كفر النصارى طائفة الاريوسيين فهم موحدون لا يقولون بالولادة ويقولون بالتبني (حسب ما نقلوه عن أريوس والله أعلم فقد يكون أريوس موحدا خالصا لا يقول بالولادة ولا بالتبني)
 
عودة
أعلى