مركز تفسير
مركز تفسير للدراسات القرآنية

رابط اللقاء (يوتيوب) على قناة مركز تفسير
لقاء أهل التفسير - اللقاء (28) أصول التفسير عند الشيعة الإثني عشرية - زيد بن عمر العيص | مركز تفسير للدراسات القرآنية
تقرير اللقاء:
أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 27 جمادى الآخر 1434هـ بمدينة الرياض اللقاء 28 من لقاءاته الشهرية بعنوان: "أصول التفسير عند الشيعة الإثني عشرية" لفضيلة الشيخ/ أ.د.زيد العيص.
افتتح اللقاء فضيلة د. يوسف العقيل بكلمة ترحيبية تلى فيها نبذة من سيرة الضيف وهو زيد بن عمر بن عبد الله العيص, أستاذ بجامعة الملك سعود منذ العام الثاني والعشرين بعد المائة الرابعة والألف, وهو أيضًا مدير مركز بينات للدراسات القرآنية بالمملكة الأردنية الشقيقة, وأيضًا له عدة مؤلفات قرآنية قيمة.
أعقب ذلك تحدث فضيلة أ.د.زيد العيص عن أهمية الموضوع فقال: "إن معرفة الفرقة الإثنى عشرية التي نتحدث عنها قضية غاية في الأهمية, إذ أن الغفلة عن هذه الجزئية أدت إلى إشكالاتٍ بخاصة عند السذَّج من أهل السنة وهم كُثُر, وأدت إلى أن يستغلها الشيعة أيضًا", وأضاف: "الفرقة التي نتحدث عنها, هي: (الشيعة الإمامية الإثني عشرية الجعفرية الرافضة), فهي أربعة أسماء بمسمى واحد, وقد توهم كثيرون أن الرافضة غير الجعفرية, والرافضة توهموا أيضًا أنها غير الإمامية, وهذا أدى إلى القول بأن: الشيعة الموجودين حاليًا ليسوا رافضة, بل هم إمامية, وأن الرافضة فرقة انقرضت, والحق الذي لا مرية فيه عند أهل التحقيق: أن الشيعة الموجودين الآن سواءً في إيران, أو في الخليج, أو في القارة الهندية هم طائفة واحدة, يقال لهم: الإثني عشرية, نسبةً إلى إمامهم باثني عشر إمامًا يعتقدون أن الله نص عليهم على لسان نبيه ليكونوا بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أئمةً لهذه الأمة, أولهم: علي رضي الله عنه وآخرهم محمد بن الحسن العسكري الذي دخل في سرداب في سامراء, وكذلك يُسَمُّون: (الشيعة الإمامية) لأنهم أضافوا ركنًا خامسًا على أركان الإيمان, ويسمون كذلك "بالشيعة الجعفرية" نسبة إلى جعفر الصادق الإمام السادس عندهم لأنه كان فقيهًا, فقالوا: إذا افترقنا عن أهل السنة في الأصول فمن باب أولى أن نفترق عنهم كذلك في الفروع, وهي مسألة تستدعي الانتباه لأن الفرق الأخرى المخالفة لأهل السنة لم يكن لها مذهب فقهي, ونمثل على ذلك بالمعتزلة فإنهم خالفوا أهل السنة في الأصول, ووافقوهم في الفروع إذ توزع المعتزلة على المذاهب الأربعة المعروفة عندهم, أما الاسم الرابع لهم فهو: "الرافضة", وسبب تسميتهم به أنهم رفضوا نصرة زيد بن علي حين خرج على بني أمية, لأنهم اشترطوا عليه أن يتبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, فقال: لا أقول فيهما إلا خيرا, فرفضوا نصرته فصاروا يسمون "بالرافضة", إذًا هذه الأسماء الأربعة لفرقةٍ واحدةٍ, وهي فرقة قديمة جدًا"
وعن أصول الشيعة في التفسير يقول الشيخ: أن الكذب والتحريف بدأ عند الشيعة منذ القرن الثاني للهجرة, والشيعة من الفرق المكثرة في التفسير، وأكثرها تفاسير قديمة، والعمدة عندهم هو تفسير القمّي ت311 هـ, ومن أصول التفسير عند الشيعة: حصر التفسير في الأئمة، فلا يجوز تفسير آية إلا بما يقوله الأئمة الاثنا عشر, لأن التفسير عندهم لابد أن يرد عن معصوم، ولأن التأويل صنو التنزيل فلا يجتهد أحد في أي منهما, ومن أصول التفسير عندهم أيضا رد جميع ما ورد عن الصحابة والتابعين اتهاما منهم بكفرهم أو عدم عدالتهم أو خلطهم, ومن أصولهم في التفسير كذلك أنهم يرون أن للقرآن ظهرا وبطنا وهذا أهم أصولهم، حيث أدخلوا من خلاله ما يريدون من أهوائهم, ومن أصول الشيعة في التفسير: أسلوب الجري، وقد انفردوا به، والمراد به: أن كل ما في القرآن من أخبار الأمم أو المشركين مراد به بعض هذه الأمة ويجري عليهم، فنزلوه على أعدائهم, ومن أصولهم في التفسير: اعتقاد وقوع تحريف القرآن, وهو قول قديم، وينصون أنه لم يخرج عنه إلا أربعة من علمائهم.
وقد خلص فضيلة أ.د.زيد العيص في اللقاء إلى "أن الشيعة يتفقون على ما يذكرون في كتبهم، لكن يتفاوت أسلوبهم في العرض فقط, وهذا أمر مهم فمن السذاجة القول إن مذهبهم قد تغير", وأضاف: "حين نعود إلى الأصول فالخلاف مع الشيعة ليس في بعض المسائل وحسب، بل هو خلاف في الله تعالى وفي رسوله صلى الله عليه وسلم، ولذا فلا بد من تيقن هذا والتنبه له".
وقد شهد اللقاء حضورا كثيفا, وقد أجاب فضيلة أ.د.زيد العيص على أسئلة الحضور.
وفي نهاية اللقاء قدم مركز تفسير للدراسات القرآنية درعا تكريميا لضيف اللقاء تقديرا لحسن تعاونه.
يذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن لقاءات شهرية يقيمها مركز تفسير للدراسات القرآنية في الرياض بديوانية الأستاذ عبد الله الشدّي؛ وهي تتناول عددا من المواضيع التي تهم الباحثين والمختصين في شتى العلوم القرآنية.