كتبت هذا الموضوع منذ ما يزيد على أسبوعين أو أكثر ، ولم يشارك أحد ، وأنا أقدر سبب ذلك.
- أما التفسير باللغة العربية فهو تفسير العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله.
- وأما التفسير باللغة الانجليزية فهي الترجمة التي اعتمدها مجمع الملك فهد في المدينة النبوية.
- والترجمة الفرنسية والألمانية كنت أتوقع أن يشارك أحد الإخوان من أهل المغرب ومن غيرهم ، وأنا أعرف منهم الأخ أمين نور شريف ، والأخ عمار العراقي وغيرهما من أهل مونستر بألمانيا ، الذين يجيدون هاتين اللغتين ، وهم من أعضاء ملتقى أهل التفسير!! وربما تكون التي اعتمدها المجمع كذلك وخاصة الفرنسية.
ولكن بقية اللغات ربما لا يحسنها أحد من الأعضاء أو الزوار للملتقى.
وهذه مشكلة كبيرة لا زالت تعاني من الإهمال التام في الأقسام العلمية للقرآن الكريم وعلومه في الكليات الإسلامية بصفة عامة. والسبب في ذلك عدم التنبه لأهمية ابتعاث المتخصصين في الدراسات القرآنية بعد إتقانهم لتخصصهم لدراسة اللغات الأخرى للمشاركة في الترجمات المعتمدة التي يطمئن إليها المسلمون في أنحاء الأرض ، سواء كانت هذه الترجمات لتفسير القرآن الكريم ، أو لغيره من الكتب والرسائل.
فقل أن تجد متخصصاً في التفسير يتقن لغة أجنبية واحدة لهذا الهدف النبيل وهو خدمة هذا التخصص وتقريبه لأهل لغة من اللغات الحية التي لا يزال المسلمون الذين يتحدثون تلك اللغة يعانون معاناة شديدة في معرفتهم للإسلام كما ينبغي أن يكون.
وأغلب الذين قاموا بالترجمات المتداولة من غير أهل التخصصات الشريعة القوية التي تطمئن معها للترجمات. وبدل أن ينشط المسلمون لحل المشكلة من أصلها ، نشطوا في انتقاد الترجمات المنتشرة ، والكثير من الانتقادات التي وجهت إلى ترجمات تفسير القرآن الكريم ، انتقادات مبنية على ترجمات الآخرين من غير المتخصصين ، فلم يكن الباحث بنفسه هو الذي قام بالترجمة.
وأسجل هنا استثناء ما قام به الدكتور نجدة رمضان وفقه الله في كتابه (ترجمة القرآن الكريم وأثرها في معانيه) مع دراسة تحليلية لثماني ترجمات متداولة بست لغات هي الانجليزية والفرنسية والروسية والألمانية والتركية والشركسية. وهو وفقه الله يجيد هذه اللغات وخاصة الألمانية والفرنسية والانجليزية والروسية والشركسية.
وقد أجاد الدكتور نجدة في بحثه هذا إجادة طيبة ، لاعتماده في دراساته على لغته هو كباحث.
وإنني لأسطر عجبي أيها الإخوة الكرام من رجل واحد أتقن لغات حية عديدة ، وكتب بها العديد من المؤلفات ، وترجم منها وإليها العديد من الكتب. وهو شخص واحد هو الدكتور عبدالرحمن بدوي المصري الذي توفي قريباً جداً. له أكثر من 120 كتاباً بلغات مختلفة، ولا أريد أن يخبرني أحد بأنه صاحب مذهب وجودي أو غير ذلك ، والذي يهمنا في سيرته هو هذه الهمة العالية. وأقول ألا يوجد بين أهل التفسير من يتصدى لهذا الأمر؟! أرجو ذلك.
ومن مؤلفات الدكتور عبدالرحمن بدوي كتاب بعنوان (دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي) ترجمها عن الألمانية والانجليزية والفرنسية الدكتور عبدالرحمن بدوي !!
وهناك رجل آخر هو الدكتور حسين مجيب المصري يجيد عشر لغات إجادة طيبة ويكتب بها ، ولعلكم تعرفونه!! همم عالية ، وإنما نبكي على هزال هممنا والله المستعان.
وهذا باب له صلة بدراسات المستشرقين حول القرآن الكريم وترجماته وترجمات معانيه ، وما أكثر اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن وعلومه ، بل إنهم ما كتبوا في مثل هذا الموضوع من موضوعات الشرق ، ودراسة أعمال هؤلاء لا تغني فيها الترجمة.
وانظر إذا أردت أن تفرق بين من يبحث بناء على الكتب المترجمة ، ومن يبحث بناء على قراءاته الخاصة باللغات الأصلية ، فانظر إلى ما يكتبه الدكتور عبدالوهاب المسيري وفقه الله ، وما يكتبه غيره عن العلمانية والصهيونية وغيرها من الموضوعات التي كتب فيها وفقه الله. تجد مصداق ما أقول.
وفقكم الله جميعاً. وجعلنا الله من أهل القرآن وخدمته.