[align=center]
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .
عــد آيات القـرآن : تـوقـيـفـي
نجد في كتب العدد أحاديث كثيرةً و أخبارَ و آثارَ تدل على أن معرفة آي القرآن توقيفية ، تلقاها الرسول صلى الله عليه و سلم عن المَــلــَك المكلف بالوحي ، جبرائيل عليه السلام ، و بلغها الرسول أصحابَـه رضوان الله عليهم ، و أولهم كتبة الوحي و من حضر نزول الوحي. أختار منها على سبيل المثال لا الحصر:
قال الإمام الهذلي في كتاب { العـدد }[*] :
... { ...ان الله تعالى أنزل هذا القرآن على نبيه نجوما متفرقة على قدر الأحكام ، فمن نجم فيه آية ، و آخر اثنتان و ثلاث و أكثر من ذلك ، حتى أن جبريل كان يقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم : اجعل هذه الآية في السورة الفلانية أو في الموضع الفلاني ، و أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الصحابة بذلك . حتى ان كان بين آخر سورة و أولها سنة ... فنزلت { ياأيها المزمل قم الليل ...} [ المزمل 1 ، 2 ] ... ثم بعد سنة نزلت { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى ...} [20] فنسخ بعض ما في الأولى بالثانية ...} .../ اهـ... [ ص 77 ]
أما عن سورة الملك و عدد آياتها ، فنجد الإمام الهذلي يقول :
... { ... و العدد كان في زمن أصحابه ، و به نزل القرآن حتى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( سورة هي ثلاثون آية تجادل عن صاحبها يوم القيامة ، و قيل في القبر ) ...
قال محققا الكتاب الأساتذة الدكاترة: عدنان العيثاوي ، و عمار أمين الددو :
" و هي سورة { الملك } ، إذ كان الرسول صلى الله عليه و سلم يقرؤها كل ليلة عند أخذ مضجعه ، و رواه جماعة مرفوعا إلى جابر بن عبد الله، و روي عنه أنه قال :" إنها لتنجي من عذاب القبر، و تحادل عن حافظها حتى لا يعذب "...
( المحرر الوجيز 15/1 ، و الجامع الصحيح 5/151 ، و فيه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال :" إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له ، و هي تبارك الذي بيده الملك .../ [ ص 80].
و بما أن الأعداد توقيفية ، فليس فيها راجح و مرجوح ، و لكل مصر عدده المعتمد ... مثله مثل القراءات المعتمدة في الأمصار ...
و الله أعلم .
ـــــــــــــــ
[*] :المرجع : كتاب العدد : تأليف أبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي ( 403 ـ 465 هـ ) .
دراسة و تحقيق : د. مصطفى عدنان العيثاوي ، و د. عمار أمين الددو ...
و قد تفضل و تكرم الأستاذ الدكتور عمار أمين الددو ، فأهدى كتابه هذا لأعضاء الملتقى و زواره ، و يمكن الإطلاع عليه في الرابط الآتي :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12405[/align]