ما هي خزائن السماوات والأرض؟

إنضم
25/03/2025
المشاركات
33
مستوى التفاعل
5
النقاط
8
الإقامة
صنعاء
وردت كلمة الخزائن في القرآن الكريم بنحو (8) مرات، ويمكن تقسيمها بحسب المعنى الى الاتي:-
1- خزائن حفظ حبوب غلال الزرع في قصة النبي يوسف عليه السلام
قال تعالى (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)، سورة يوسف)
الخزائن هنا تعني المدافن المستخدمة في حفظ الحبوب، وهي عبارة عن حفر يتم حفرها في الأرض ولها منفذ للتهوية قادرة على حفظ الحبوب لفترات طويلة، استخدمها السابقون ولا زالت تستخدم من قبل المزارعين لحفظ الحبوب في كثير من المناطق.
2- خزائن رحمة الله
قال تعالى (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا (100)، سورة الاسراء)
قال تعالى (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9)، سورة ص)
هاتين الآيتين توضح ان الله يملك الخزائن وبرحمته يرزق منها الناس وسائر المخلوقات، وعلى سبيل المثال لا الحصر منها ما يهبها الله لمن أراد من خلقه، ومنها ما هو متاح لجميع مخلوقاته كمخزون الغذاء على الأرض الذي يطعم عدد لا نستطيع ان نحصيه ويعلمه الله من البشر والحيوانات والنبات كل يوم، دعونا نضرب مثال لو كلفت أي دوله بإطعام مليون شخص ثلاث وجبات باليوم لفرغت خزينة الدولة خلال اشهر او عدد من السنوات، ولكن لم تنفذ خزنة الله سبحانه وتعالى من مخزون الغذاء، فهو الزارع قال تعالى (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65)، سورة الواقعة)
هذه خزائن ملموسه مادية نستطيع ان ندركها، وهناك الكثير من الخزائن الأخرى المادية التي نستطيع ان ندركها كخزينة الاكسجين الذي نتسفه.. الخ، لكن هناك كثير من خزائن الرحمة الغير ملموسه والتي لا نستطيع ان ندركها.
3- الخزائن التي وردت على لسان الرسل والانبياء

قال تعالى ( قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)، سورة الانعام)
قال تعالى (وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)ـ سورة هود)
هذه الآيات تشير الى ان الله سبحانه وتعالى هو من يملك الخزائن.
4- خزائن السماوات والأرض.
قال تعالى (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7)، سورة المنافقون)
قال تعالى (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)، سورة الحجر)
قال تعالى (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ (37)، سورة الطور)
هذه الآيات جاءت تعزز الآيات السابقة بخلاف خزائن قصة النبي يوسف التي اقتصر معناها على مخازن مدافن الأرض، هذه الآيات جاءت بعدد من المعلومات منها ثلاث معلومات هامة هي:
ــ هناك خزائن متواجدة في السماوات وهناك خزائن متواجدة في الأرض.
ــ جميع العناصر والمركبات والمواد المتوفرة او النادرة او الشديدة الندورة يوجد لها خزائن عند الله.
- الله هو الذي اوجد الخزائن وهو الذي يملكها ومن بعضها يرحم ويرزق مخلوقاته.


دعونا نوضح بعض الأمثلة لخزائن الأرض والسماوات
أولا: خزائن الأرض
هناك خزائن موجوده فوق سطح الأرض مثل مخزن الاوكسجين وهناك خزائن موجوده على سطح الأرض مثل مخزون البحار والمحيطات، مخزون التربة، مخزون الثلج في قطبين الكرة الأرضية مخازن النباتات المتمثل في الغابات والغطاء النباتي، مخازن موجودة تحت سطح الأرض مثل مخزون المياه الجوفية ومخزون النفط والغاز والمعادن والاحجار .. الخ
ثانيا: خزائن السماوات
الخزائن الموجودة في السماوات يمكن ان نذكر منها بعض الخزائن التي رصدتها الاكتشافات ومنها على سبيل المثال قمر تيتان (Titan) وهو احد أقمار كوكب زحل، يحتوي هذا القمر على محيطات ظن العلماء في بداية الامر انها محيطات من المياه وهو ما شجعهم على ارسال بعثة استكشافية من الروبوتات، وعند القيام باستكشافه تبين ان هذه المحيطات هي محيطات من الغاز الطبيعي المسال والعجيب انها غير قابله للاشتعال نظرا لعدم توفر عنصر الاوكسجين على الكوكب، هذه المحيطات تعد خزنة للغاز الطبيعي الذي يمكن ان يغطي حاجة البشرية لألاف السنين، كذلك قمر أوروبا (Europa) احدى أقمار كوكب المشتري الذي يرجح العلماء احتوائه على طبقة من الجليد يصل عمقها حسب تقديراتهم الى اكثر من 100كم، وهي عبارة عن مياه متجمدة، وتعد بمثابة خزنة من المياه أن لم تكن مادة أخرى غير المياه، إضافة الى ذلك وجد العلماء كويكب قريب من الأرض وهوه عبارة عن صخرة بحجم مدينه منهاتن تحتوي على الذهب، وكمية الذهب الموجود فيها تفوق كمية الذهب الموجودة حالياً على كوكب الأرض بحسب تقديرات العلماء، وهي أيضا تعد خزنة من خزائن الله، وبالمثل هناك كثير من الكواكب والنجوم والكويكبات التي تحتوي على مواد وعناصر يندر وجودها في الأرض، وهي اما متوفرة في اغلفتها الجوية او على سطحها او تحت السطح.
الكاتب
وليد الغشم
يمكن الاطلاع على كامل الموضوع بالصورة في كتابي المنشور في موقع مكتبة نور بعنوان ( الكون في كتاب مكنون في خلق السماوات والأرض والكائنات الحية)
 
كنت أستمتع بقراءة الموضوع إلى أن وجدتك للأسف دخلت في جليد أقمار المشترى وهذا الكلام العجيب!
ما دخل هذا بالرزق الذي ينزل الله من السماء للأرض، أو يعده لعباده في الجنة السماوية؟!
عندما وصل بك الموضوع لنقظة خزائن السماء كان عليك أولا جمع ما قيل فيها، لا الجنوح للمشترى والكويكبات!
اذكر مثلا:
- النيل والفرات في حديث المعراج ينبعان من سدرة المنتهى.
- حديث أن يديه سحاء الليل والنهار، وأن كل ما أنفقه منذ بدأ الخلق لليوم ليس شيئا.
فالله والسدرة والخزائن السماوية أعلى بكثير جدا من ارتفاع النجوم والكواكب!!
أما نزول شيء من الكويكبات علينا فهو قذف وعقاب إلهي. سقوط كسف من السماء هذا عذاب يا إخوة، أما الخزائن فعن نزول الرحمة! فلا تخلطوا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على التوضيح أستاذ محمد سلامة،
احب ان أشير الى انه ليس بالضرورة ان تكون هذه الخزائن متاحة في متناول يد البشر، لكن الفكرة هي استشعار عظمة الخالق، وهي دعوة من الله لنا للتفكر، فهناك خزائن موجودة في السماوات وخزائن موجودة في الأرض لقوله تعالى ( وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) ولكي تكتمل الرؤية بنوعية هذه الخزائن قال تعالى ((وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ)) وهذه الآية تدل على انه ما من شيء الا ولدى الله سبحانه وتعالى خزائن منه كانت نادرة او متوفرة على الأرض، بمعنى اخر لا يوجد مادة او عنصر الا ويملك الله منه مخزون، ويشير مصطلح مخزون هنا الى توافر شيء معين بكميات كبيرة في مكان معين، على سبيل المثال لا الحصر يعد معدن الكياوثويت (Kyawthuite) هو الأندر على كوكب الأرض حيث تم العثور على بلورة واحدة منه فقط (حسب ما إشارات اليه بعض المواقع الإلكترونية) وبالاستنتاج من سياق الآيات نستطيع الجزم بان الله لديه خزائن منه.
اخي العزيز عندما وضعت الأمثلة لم اضعها بصيغة الحصر ولكن تم وضعها للمتفكرين في بديع خلق الله من اجل الاسترشاد بها وتوصيل الفكرة بشكل أوضح، فخزائن الله كثيرة لا نستطيع حصرها، فالأنهار الدائمة الجريان هي بالفعل خزائن للمياه العذبة ومنها نهر النيل ودجله والفرات وغيرها، وهي من نوع الخزائن التي رحم الله بها البشر والكائنات الحية، ولكن بالمقابل هناك خزائن متواجدة في السماوات لا نستطيع الوصول اليها ويمكن ان نصل الى قله قليله منها بالمستقبل اذا حالف الحظ البشرية بالوصول اليها.

تفضل بقبول خالص التقدير
وليد الغشم
 
عودة
أعلى