محمد يحيى شريف
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم.
وقد ثبتت نصوص عن الأئمّة تخبر أنّ ورشاً لم يقرأ على نافع بالتقليل في {ولو أراكهم} وإنّما روايته عن نافع هي بالفتح. قال ابن الباذش : "قال النحاس عن الأزرق عنه : أنّه روى عن نافع {ولو أراكهم} في الأنفال بالفتح ، واختار من عند نفسه الترقيق."(الإقناع 1/567). وقال ابن الفحام : "وخالف أصله في {ولو أراكهم} فرقّق وروايته التفخيم".(التجريد ص179). وقال مكي القيسي : "خلا {ولو أراكهمِ} في الأنفال فإنّ ورشاً روى عن نافع الفتح به ، وكان يختار بين اللفظين"(التبصرة ص389). وقال المالقي : "فحصل من هذا كلّه أنّهم يختارون له بين اللفظين وهو خلاف روايته عن نافع."(الدرّ النثير ص367). وقال المنتوري نقلاً عن الداني في كتابه الإبانة : "وقال إسماعيل النحاس في كتاب اللفظ : {ولو أراكهم} مفتوحة لأبي يعقوب."(شرح الدرر 1/460). وقال الداني في جامع البيان : "وعلى ذلك –أي الفتح- عامّة أصحاب ابن هلال ، وأصحاب أبي الحسن النحاس."(جامع البيان ص 312).
أقول : إن اعتبرنا بهذه النصوص يلزم من ذلك إهمال وجه التقليل والاقتصار على الفتح لأنّ وجه التقليل لم يثبت بالرواية عن ورش عن نافع ، ولعلّه السبب الذي حمل النحاس على إهمال وجه التقليل ، وهو إدراكه بأنّه مجرّد اختيار لورش من غير رواية ، ولأجل ذلك اقتصر في الرواية على وجه الفتح كما نقل الداني عنه ذلك فقال : في كتابه الإبانة : "وقال إسماعيل النحاس في كتاب اللفظ : {ولو أراكهم} مفتوحة لأبي يعقوب."(شرح الدرر 1/460). وقال الداني في جامع البيان : "وعلى ذلك –أي الفتح- عامّة أصحاب ابن هلال ، وأصحاب أبي الحسن النحاس."(جامع البيان ص ص312)"
ومع وجود هذه النصوص نجد أنّ الكثير من أهل الأداء نقلوا وجه التقليل لورش من طريق النحاس كابن خاقان وصاحب الهداية والمجتبى والكامل ولتلخيص والتجريد. بل نجد من روى التقليل من طريق ابن هلال عن النحاس كصاحب الهداية والمجتبى والكامل مع أنّ الداني قال في جامع البيان : "وعلى ذلك –أي الفتح- عامّة أصحاب ابن هلال ، وأصحاب أبي الحسن النحاس."(جامع البيان ص312)".
فالذين نقلوا التقليل لورش من غير طريق النحاس كطريق ابن سيف عن الأزرق عن ورش له مبرّر وهو أنّ ورشاً اختار التقليل وأقرأ به فوصل إلى الرواة بالأداء بغضّ النظر عن صحّته عنه عن نافع من جهة الرواية ، وأمّا الذي لا أجد له مبرّراً : الذين رووا التقليل عن النحاس أو عن ابن هلال عن النحاس مع أنّهما من رواة الفتح لا غير ، وهذا الخلل لا أفسّرُه إلا بالقياس الذي كان مصدره من ورش عليه رحمة الله ثمّ تسرّب إلى رواته فنقوا عنه التقليل أداءً أو تبنّوْهُ اختياراً لقوّته في القياس. فمنهم من كان متّبعاً للأداء فنقل التقليل عنه كأبي يعقوب الأزرق وابن سيف ومنهم استبعد وجه التقليل واقتصر على الفتح كالنحاس رحمه الله ، وهذا الصنيع هو عين صنيع المحرّرين لأنّ النحاس صنع مالم يصنعه أبو يعقوب الأزرق.
قد يقول القائل لعلّ أبا يعقوب أقرأ النحاس بالفتح فكان ذلك سبباً في اقتصار النحاس عليه في الرواية ، فيُجاب عن ذلك بأنّ ذلك يتنافى مع اختيار ورش لوجه التقليل كما دلّت النصوص عليه.
والأدهى في المسألة هو قول الداني في التلخيص : "وقد اختلف أهل الأداء عنه في موضع واحد من الأفعال ، وهو قوله تعالى في الأنفال : {ولو أراكهم كثيراً} فعامّة المصريين على إخلاص الفتح فيه أداءً عن مشيختهم."(شرح الدرر 1/460).
أقول : فإن قُصِد بعبارة "عامة المصريين" رواية أبي يعقوب وذلك في مقابل رواة الشام والعراق كالأصبهاني وعبد الصمد ، فكيف ينقل أكثر الرواة عن الأزرق وجه التقليل ، وإن كان المقصود بالرواة المصريين ابن خاقان دون ابن غلبون الحلبيّ الشامي وأبي الفتح الحمصيّ الشامي فكيف ينقل ابن خاقان وجه التقليل وهو مصريّ وعن النحاس ؟
وعلى ما سبق ينبغي تأصيل المسألة في نظري ، فإن كان الهدف من التحريرات الاقتصار على ما ثبت بالأداء عن الشيوخ إلى منتهى الإسناد فيلزم من ذلك الاقتصار على وجه الفتح في {ولو أراكهم} لورش من طريق أبي يعقوب ، وعلى الفتح في ضاد {ضعف} لحفص عن عاصم وغير ذلك ، وإمّا أن نقلّد الأئمّة في جميع اختياراتهم ففي هذه الحالة لا أرى فائدة في تحرير الطرق ولا في ذكر الأسانيد .
أكتفي بهذا القدر والحمد لله ربّ العالمين.
وقد ثبتت نصوص عن الأئمّة تخبر أنّ ورشاً لم يقرأ على نافع بالتقليل في {ولو أراكهم} وإنّما روايته عن نافع هي بالفتح. قال ابن الباذش : "قال النحاس عن الأزرق عنه : أنّه روى عن نافع {ولو أراكهم} في الأنفال بالفتح ، واختار من عند نفسه الترقيق."(الإقناع 1/567). وقال ابن الفحام : "وخالف أصله في {ولو أراكهم} فرقّق وروايته التفخيم".(التجريد ص179). وقال مكي القيسي : "خلا {ولو أراكهمِ} في الأنفال فإنّ ورشاً روى عن نافع الفتح به ، وكان يختار بين اللفظين"(التبصرة ص389). وقال المالقي : "فحصل من هذا كلّه أنّهم يختارون له بين اللفظين وهو خلاف روايته عن نافع."(الدرّ النثير ص367). وقال المنتوري نقلاً عن الداني في كتابه الإبانة : "وقال إسماعيل النحاس في كتاب اللفظ : {ولو أراكهم} مفتوحة لأبي يعقوب."(شرح الدرر 1/460). وقال الداني في جامع البيان : "وعلى ذلك –أي الفتح- عامّة أصحاب ابن هلال ، وأصحاب أبي الحسن النحاس."(جامع البيان ص 312).
أقول : إن اعتبرنا بهذه النصوص يلزم من ذلك إهمال وجه التقليل والاقتصار على الفتح لأنّ وجه التقليل لم يثبت بالرواية عن ورش عن نافع ، ولعلّه السبب الذي حمل النحاس على إهمال وجه التقليل ، وهو إدراكه بأنّه مجرّد اختيار لورش من غير رواية ، ولأجل ذلك اقتصر في الرواية على وجه الفتح كما نقل الداني عنه ذلك فقال : في كتابه الإبانة : "وقال إسماعيل النحاس في كتاب اللفظ : {ولو أراكهم} مفتوحة لأبي يعقوب."(شرح الدرر 1/460). وقال الداني في جامع البيان : "وعلى ذلك –أي الفتح- عامّة أصحاب ابن هلال ، وأصحاب أبي الحسن النحاس."(جامع البيان ص ص312)"
ومع وجود هذه النصوص نجد أنّ الكثير من أهل الأداء نقلوا وجه التقليل لورش من طريق النحاس كابن خاقان وصاحب الهداية والمجتبى والكامل ولتلخيص والتجريد. بل نجد من روى التقليل من طريق ابن هلال عن النحاس كصاحب الهداية والمجتبى والكامل مع أنّ الداني قال في جامع البيان : "وعلى ذلك –أي الفتح- عامّة أصحاب ابن هلال ، وأصحاب أبي الحسن النحاس."(جامع البيان ص312)".
فالذين نقلوا التقليل لورش من غير طريق النحاس كطريق ابن سيف عن الأزرق عن ورش له مبرّر وهو أنّ ورشاً اختار التقليل وأقرأ به فوصل إلى الرواة بالأداء بغضّ النظر عن صحّته عنه عن نافع من جهة الرواية ، وأمّا الذي لا أجد له مبرّراً : الذين رووا التقليل عن النحاس أو عن ابن هلال عن النحاس مع أنّهما من رواة الفتح لا غير ، وهذا الخلل لا أفسّرُه إلا بالقياس الذي كان مصدره من ورش عليه رحمة الله ثمّ تسرّب إلى رواته فنقوا عنه التقليل أداءً أو تبنّوْهُ اختياراً لقوّته في القياس. فمنهم من كان متّبعاً للأداء فنقل التقليل عنه كأبي يعقوب الأزرق وابن سيف ومنهم استبعد وجه التقليل واقتصر على الفتح كالنحاس رحمه الله ، وهذا الصنيع هو عين صنيع المحرّرين لأنّ النحاس صنع مالم يصنعه أبو يعقوب الأزرق.
قد يقول القائل لعلّ أبا يعقوب أقرأ النحاس بالفتح فكان ذلك سبباً في اقتصار النحاس عليه في الرواية ، فيُجاب عن ذلك بأنّ ذلك يتنافى مع اختيار ورش لوجه التقليل كما دلّت النصوص عليه.
والأدهى في المسألة هو قول الداني في التلخيص : "وقد اختلف أهل الأداء عنه في موضع واحد من الأفعال ، وهو قوله تعالى في الأنفال : {ولو أراكهم كثيراً} فعامّة المصريين على إخلاص الفتح فيه أداءً عن مشيختهم."(شرح الدرر 1/460).
أقول : فإن قُصِد بعبارة "عامة المصريين" رواية أبي يعقوب وذلك في مقابل رواة الشام والعراق كالأصبهاني وعبد الصمد ، فكيف ينقل أكثر الرواة عن الأزرق وجه التقليل ، وإن كان المقصود بالرواة المصريين ابن خاقان دون ابن غلبون الحلبيّ الشامي وأبي الفتح الحمصيّ الشامي فكيف ينقل ابن خاقان وجه التقليل وهو مصريّ وعن النحاس ؟
وعلى ما سبق ينبغي تأصيل المسألة في نظري ، فإن كان الهدف من التحريرات الاقتصار على ما ثبت بالأداء عن الشيوخ إلى منتهى الإسناد فيلزم من ذلك الاقتصار على وجه الفتح في {ولو أراكهم} لورش من طريق أبي يعقوب ، وعلى الفتح في ضاد {ضعف} لحفص عن عاصم وغير ذلك ، وإمّا أن نقلّد الأئمّة في جميع اختياراتهم ففي هذه الحالة لا أرى فائدة في تحرير الطرق ولا في ذكر الأسانيد .
أكتفي بهذا القدر والحمد لله ربّ العالمين.