11قاعدة في التفسير من كتاب السعدي

إنضم
24/07/2011
المشاركات
107
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله كثيراً، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإن كتاب ( القواعد الحسان في تفسير القرآن ) للسعدي رحمه الله، من أنفع الكتب في بابه، ولذلك حرصتُ على تفهمه، والسير في التفسير على ضوئه، وفهم الآيات بيد الله عز وجل، يؤتيه من يشاء من عباده، والله واسع الفضل، عليم بمن يستحقه من أهل العمل والدعوة .
وأنفعها عندي 11قاعدة، وكل الكتاب نافع، وسأنقلها لكم مع شرحها الذي اختصرته من الكتاب بيدي :


القاعدة الأولى
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}
فكل أمر يهدي إليه القرآن فهو أقوم، في العقائد والأخلاق والأعمال والسياسات الكبار والصغار والصناعات والأعمال الدينية والدنيوية، وما أعظمها من قاعدة.


القاعدة الثانية
في كيفية تلقي التفسير
على الناس أن يتلقوا كلام الله كما تلقاه الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم كانوا إذا قرأوا عشر آيات، لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ما فيها من العلم والعمل، ويحاسبون أنفسهم: هل هم قائمون بها أو مخلون بحقوقها؟
فمن سلك مسلكهم هذا، واجتهد في ذلك، انفتح له الباب الأعظم في علم التفسير، وقويت معرفته واستنارت بصيرته، واستغنى بهذه الطريقة عن كثرة التكلفات، وعن البحوث الخارجية، وخصوصاً إذا كان قد أخذ من علوم العربية جانباً قوياً، وكان له إلمام واهتمام بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله مع أوليائه وأعدائه، فإن ذلك أكبر عون على هذا المطلب .


القاعدة الثالثة
العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب
فإن القرآن إنما نزل لهداية أول الأمة وآخرها، حيث تكون وأنى تكون، أما ما قاله المفسرون من أسباب النزول فإنما هو على سبيل المثـال لتوضيح الألفاظ، وليست معاني الألفاظ والآيات مقصورةً عليها، وهذه قاعدة نافعة جداً، بمراعاتها يحصل للعبد خيركثير وعلم غزير، وبإهمالها وعدم ملاحظتها يفوته علم كثير، ويقع الغلط والارتباك الخطير .


القاعدة الرابعة
الألف واللام الداخلة على الأوصاف و أسماء الأجناس
تفيد الاستغراق بحسب ما دخلت عليه
كقوله تعالى : {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} دال على أن كل إنسان عاقبته ومآله إلى الخسار {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، وكقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}، يشمل جميع أنواع البر، وتشمل التقوى جميع ما يجب اتقاؤه من المحرمات، وأعظم ما تعتبر به هذه القاعدة: في الأسماء الحسنى، فالله هو الملك أي الذي له جميع معاني الملك على وجه الكمال، وهو الحكيم أي الذي له الحكمة الكاملة، وهو العزيز أي الذي له العزة الكاملة وهكذا، وقد نص على ذلك أهل الأصول وأهل العربية، واتفق على اعتبار ذلك أهل العلم والإيمان .


القاعدة الخامسة
إذا وقعت النكرة في سياق النفي أو النهي أو الشرط
أو الاستفهام دلت على العموم
كقوله تعالى: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً }، فكلمة (شيء) نكرة في سياق نهي، تدل على العموم، فهذا نهي عن الشرك به في النيات والأقوال والأفعال، وعن الشرك الأكبر والأصغر والخفي والجلي . وكقوله تعالى: { يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً }، يعم كل نفس، وأنها لا تملك شيئاً من الأشياء، لأي نفس أخرى، مهما كانت الصلة، لا إيصال شيء من المنافع، ولا دفع شيء من المضار.


القاعدة السادسة
الآيات القرآنية التي يفهم منها قصَّار النظر التعارض:
يجب حمل كل نوع منها على ما يليق ويناسب المقام
كل بحسبه
وهذا في مواضع متعددة من القرآن: منها: الإخبار في بعض الآيات أن الكفار لا ينطقون، ولا يتكلمون يوم القيامة، وفي بعضها: أنهم ينطقون ويحاجُّون ويعتذرون ويعترفون: فمحمل كلامهم ونطقهم: أنهم في أول الأمر يتكلمون ويعتذرون، وقد ينكرون ما هم عليه من الكفر، ويقسمون على ذلك، ثم إذا ختم على ألسنتهم وأفواههم، وشهدت عليهم جوارحُهم بما كانوا يكسبون، ورأوا أن الكذب غير مفيد لهم أُخْرِسوا فلم ينطقوا .


القاعدة السابعة
حذف المتعلق المعمول فيه: يفيد تعميم المعنى المناسب له
كقوله تعالى: { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}، فحذف المتكاثَر به ليعم جميع ما يقصد الناس فيه المكاثرة: من الرياسات والأموال والجاه والضيعات والأولاد، وغيرها مما تتعلق به أغراض النفوس فيلهيها ذلك عن طاعة الله .


القاعدة الثامنة
الأسماء الحسنى في ختم الآيات
يختم الله الآيات بأسماء الله الحسنى ليدل على أن الحكم المذكور له تعلق بذلك الاسم الكريم، وهذه القاعدة لطيفة نافعة، عليك بتتبعها في جميع الآيات المختومة بها، تجدها في غاية المناسبة، وتدلك على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسمائه وصفاته ومرتبط بها، وهذا باب عظيم في معرفة الله ومعرفة أحكامه، فتجد آية الرحمة مختومةً بصفات الرحمة، وآيات العقوبة والعذاب مختومة بأسماء العزة والقدرة والحكمة والعلم والقهر. كقوله لما ذكر عقوبة السارق قال في آخرها: { نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [المائدة: 38] أي: عز وحكم فقطع يد السارق .


القاعدة التاسعة
الأحكام في الآيات المقيدة
الأصل: أن الآيات التي فيها قيود لا تثبت أحكامها إلا بوجود تلك القيود، إلا في آيات يسيرة، وهذه قاعدة لطيفة، فإن الله متى رتب في كتابه حكماً على شيء، وقيده بقيد، أو شرط لذلك شرطاً، تعلق الحكم به على ذلك الوصف، الذي وصفه الله تعالى .
كقوله تعالى: { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى } القيد فيها هو النفع فإذا كان ضرر التذكير أعظم من نفعه فإنه منهي عنه في هذه الحالة .


القاعدة العاشرة
الأمر بالشيء نهي عن ضده
إذا أمر الله بشيء كان ناهياً عن ضده، وإذا نهى عن شيء كان آمراً بضده، فحيث أمر بالتوحيد والصلاة وبر الوالدين، كان ناهياً عن الشرك وعن ترك الصلاة وعن العقوق، وحيث نهى عن الجزع وكفران النعم وغفلة القلب، كان آمراً بالصبر والشكر، وإقبال القلب على الله إنابة ومحبة وخوفاً ورجاء.
فتفطن لهذه القاعدة في كل ما يمر عليك من الآيات القرآنية في هذه الأمور وغيرها، تـنل خيراً كثيراً . والله أعلم .


القاعدة الحادية عشر
يرشد القرآن إلى الرجوع إلى الأمر المعلوم المحقق،
للخروج من الشبهات والتوهمات
فإن الله لما أخبر عن الراسخين في العلم، ذكر أن طريقتهم في المتشبهات: أنهم يقولون: { آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا }،فالأمور المحكمة المعلومة، يتعين أن يرد إليها كل أمر مشتبه مظنون، وقال تعالى في زجر المؤمنين عن مجاراة الشائعات التي يقولها أهل السوء في إخوانهم المؤمنين: { لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ }، فأمرهم بالرجوع إلى ما عُلم من إيمان المؤمنين الذي يدفع السيئات، وأن يعتبروا هذا هو الأصل المعلوم، ولا يعتبروا كلام الخبيثين بما يناقضه، ويقدح فيه.

تم بفضل الله وبرحمته، وإليكم رابط الكتاب للتوسع
القواعد الحسان في تفسير القرآن http://www.saaid.net/book/3/652.zip
 
عودة
أعلى