إعجاز القُرآن في التفريق بين البرق وسناه، واختلاف تأثيرهما على البصر

إنضم
08/02/2024
المشاركات
115
مستوى التفاعل
11
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مصر، المنصورة
إعجاز القُرآن في التفريق بين البرق وسناه، واختلاف تأثيرهما على البصر

برغم وجود أبحاث سابقة حاولت توضيح أثر البرق علي البصر، إلا أنها لم تذكر متى تم إكتشاف تأثير البرق علي البصر، وهل من الممكن في زمن نزول القرآن الربط بين البرق وتأثُر البصر كُلياً أو جزئياً. وهل فعل المقاربة يكاد في آية (يكاد البرق)، وآية (يكاد سنا برقه) ينفي وقوع الفعل أم يثبته؟، وهل هناك فرق بين الذهاب والخطف من حيث الزمن اللازم لتأثر البصر، وما هو الفرق بين البرق وسناه، ولماذا الخطف بالبرق، بينما الذهاب بسناه، وهل (سنا برقه) أفضل ام (ضوء برقه)، وأخيراً لماذا ختم الله آية خطف البرق للبصر بالمشيئة والقدرة؟، وإليكم التفصيل.

النص موضع الدراسة:
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ، كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا، وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . 20 البقرة.

يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ. 43 النور.

هل فعل المقاربة (يكاد)، يفيد تأثر البصر بالبرق أم لا؟.

في زمن نزول القرآن كان من الصعب تخيل إصابة البصر بالبرق، ولذا قال المفسرون أن فعل المقاربة (يكاد) أفاد اقتراب الحدوث، ولكن لم يحدث، فنفوا أثر البرق علي البصر رغم ثبوته علمياً في زماننا. وبعض النُحاة جعل (يكاد) للنفي، أي تنفي أثر البرق علي البصر. ولكن هذا القول مرجوح، فكاد كسائر اﻷﻓﻌﺎل إثباتها إثبات ونفيها نفي، وهذا ما رجحه د. ثامر سُليمان في رسالة ماجستير بعنوان (أﻓﻌﺎل المقاربة دراسة لغوية)، وقد أطال النفس في إثبات هذا الترجيح (١). ويقول أ. د. أحمد مطر العطية (كاد فعل قد يدل على المنع، أو علي التماس شيء ببعض العناء، وكاد يفعل كذا أي قارب وهمً. فكاد تعني معالجة ﺃمر، ﻭبذل ﺍلجهد ﻓﻴﻪ، حتى مقاربته، ﻭلكن دون الوصول له، فلا نقول يكاد ﺇﻻ لمن هو على حد الفعل، كالداخل فيه. فإذا قلنا "ﺍﻟﻤﺎﺀ يغلي" فالماء ﻓﻲ حالة ﻏﻠﻴﺎﻥ، وﺈﺫﺍ ﻗﻠﻨـﺎ "كاد ﺍﻟﻤﺎﺀ يغلي"، فالماء ﺍﻗﺘـﺭﺏ من ﺍلغليان و لم يغلِ بعد، و لكنه ﻓﻲ حالة ﺇﻥ استمرت زمناً ﻗﻠـﻴﻼً ﻓـﺴﻴﻐﻠﻲ.......انتهي باختصار) (٢).

وبتطبيق كلام أ.د. أحمد على الآيتين فسنجد أن (يكاد) لو للمنع، فالبصر قد نجا، وأما إن كان بمعنى بذل الجهد حتى مقاربة الوصول، فالبرق بدأ يعالج البصر وبذل الجهد للتأثير عليه حتى قارب ذلك، فخطف جزء وترك الباقي أو خطفه مؤقتا ثم عاد، أو نفهم أن البرق اقترب من التأثير علي البصر اقتراباً كبيراً، ولم يؤثر بعد، ولكنه في حالة لو استمرت زمناً قليلاً فسيقع خطف البصر في الزمن التالي. وبذلك نفهم لماذا ختم الله آية خطف البرق للبصر بالمشيئة والقدرة، فتأثر البصر بالبرق يخضع لعوامل في مشيئة الله، وهذا ما فهمه بعض المفسرين، فقال الشوكاني وابن عاشور (لو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم بزيادة ما في البرق والرعد من القوة).

الفرق بين البرق وسنا البرق، وبين يخطف ويذهب

قال الله عن أثر كامل البرق (يكاد البرق يخطف أبصارهم)، ثم جعل للبرق شيء اسمه السنا (سنا البرق)، وهو لا يخطف البصر كالبرق ولكن يذهب به فقال (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار). ويدل المضارع (يخطف)، و(يذهب) على الزمن الحاضر أو المستقبل، بما يعني أن تأثير البرق قد يحدث مُباشرة أو يتأخر في المُستقبل. والخطف يشير للسرعة، والقوة، قال القرطبي (والخطف: الأخذ بسرعة، ومنه سمي الطير خطافاً لسرعته)، ولذا ناسب الخطف ذكر كامل البرق (يكاد البرق يخطف أبصارهم). وأما الذهاب فلا يقتضي السرعة، فقد يكون آجل أو عاجل، بقوة أو بغير قوة، ولذا ناسب الذهاب ذكر سنا البرق (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار)، وفي ذلك دلالة على أن البرق ليس ضوء فقط بل أكثر، وأن هناك تناسب طردي بين الكم الواصل من البرق، والأثر على البصر، فتادأثير البرق أشد من سناه، وهذا يتفق مع جعل التأثير على البصر في مشيئة الله (ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم).

ولفظة (سنا) عجيبة تستحق التدبر، فلماذا لم يقل الله ضوء البرق، وهو المُشاهد فعلياً؟
قال الطبري والقرطبي (يكاد شدّة ضوء برق هذا السحاب يذهب بأبصار من لاقـى بصره. والسنا: مقصور، وهو ضوء البرق). وفي معاجم اللغة مثل لسان العرب، نجد أن السنا يشير لضوء ساطع وقوي.
وقد قرأ الجمهور بألف مقصورة (سنا)، وقرأ البعض ومنهم ﻁﻠﺤﺔ ابن مصرﻑ سناء بالمد (سناء برقه) كما ذكر القرطبي، وهي وإن كانت قراءة شاذة ولكنها موثقة من ثقة وأقرها أهل العلم، ونطق بها الحجازيون الذين كانوا يميلون لتحقيق الأصوات بدلاً من الحذف والتخفيف. ومعلوم أن زيادة مبنى الكلمة يزيد المعنى، وأهل اللغة يقولون السناء بالمد ارتفاع الشأن، فكأن الله شبه المحسوس من البرق لارتفاعه في الهواء بأرتفاع شأن الإنسان، أي أن هناك شيء محسوس يرتفع من البرق في الهواء، كما تسبق الانسان عظيم الشأن شهرته قبل رؤيته، وهذا نظير قول (سنا النار)، أي ما ارتفع عن النار من ضوء، وحرارة، وبخر، وأي أشعة أخرى. وعليه فلفظة (سنا برقه) أدق من لفظة (ضوء برقه)، لأنها عبرت عن شدة السطوع والقوة، وأشارت لشيء يرتفع في الهواء عن البرق وقد يؤذي البصر، فما هو؟.

متى وكيف تم الربط بين البرق وفقدان البصر؟

لم يُعرف الربط الطبي بين البرق وفقدان البصر إلا متأخرًا؛ فأول حالة مسجلة للمياه البيضاء بسبب البرق كانت سنة 1722م، وتلتها رصد عدة حالات، لكن السبب لم يُجزم به حينها، وبقي الربط ضعيفًا طوال القرن التاسع عشر لصعوبة ملاحظة الأثر الفوري للبرق، إذ تظهر غالبية الإصابات بعد شهور أو سنوات من الإصابة بالبرق. وفي القرن العشرين أثبتت التجارب على الحيوانات (الأغنام)، وتجارب الفيزياء الحيوية أن شحنة البرق أو ضوءه المباشر قادران على إحداث تلف في العدسة والشبكية بآليات حرارية وكهربية وضوئية وميكانيكية، وأصبح الأثر مؤكدًا علميًا في العقود الأخيرة فقط (٣-٨).

تكوين البرق

الناظر للبرق يظنه ضوء فقط، ولكن العلم يخبرنا أن تكوين البرق أكبر من ذلك، فالبرق عبارة عن تفريغ كهربي يصحبه ضوء شديد اللمعان، وحرارة وبعض الأشعة الضارة، وزمن شحنة البرق الواحدة 0.0002 من الثانية، وبسرعة تصل إلى 300 ألف كيلو متر في الثانية، وقد تصل شدة تياره إلى مائة ألف أمبير، ودرجة حرارته إلي 30 ألف درجة مئوية, مما قد يؤدي إلي صعق، وحرق الأنسجة عند ملامستها (٩-١١).
والأشعة الضارة التي تصحب البرق مثل الأشعة فوق البنفسجية، وأشعة إكس، وأشعة جاما عالية الطاقة، قد تسبق البرق بقليل جدا، كما انها قد تصحبه، وقد ترتفع في الفضاء فوق البرق وقد تصل للأرض، وهي تمثل خطورة شديدة على عيون البشر، وخصوصاً ركاب الطائرات، ورحلات الفضاء، مع أنهم لم يتعرضوا للأثر المباشر لضربة البرق، وهذه الأشعة لم تكتشف إلا حديثاً بعد سنة ١٩٩٠، وتم تأكيدها في بداية القرن الحالي، وأحيناً تُسمى (البرق المُظلم) = (Dark lightening) (٢١-٢٣).

تأثير البرق وسناه علي البصر.

حوالي 50 % إلى 70% من الذين يصيبهم البرق يتأثر بصرهم بالعمى الكلي أو الجزئي, بسبب البرق أو ما يصحبه من ضوء وأشعة، فالبرق له تأثير كهربي، وحراري، وصدمة ميكانيكية، وكلها قد تصيب البصر بالتأثير مباشرة على أجزاء العين (قرنية، عدسة، شبكية، ماقولة، عصب بصري)، أو بضرب منطقة الرأس (٣، ٤). كما قد تكون الإصابة بسبب ما يصحب البرق من ضوء شديد اللمعان، والأشعة الضارة (٢١-٢٣). وتتناسب الإصابة طردياً مع قوة البرق وزمن التعرض. ضوء البرق الشديد قد يتسبب في عمى دائم أو مؤقت من خلال تثبيط عمل المستقبلات الضوئية في الشبكية. كما قد يحدث انفصال جزئي أو كلي للشبكية مع تأثر البصر بدرجات متفاوتة، وقد تتحول قوه ضوء البرق بمرورها بالعين إلى طاقة حرارية تُتلف منطقة الماقولة، ويحدث فقد للبصر المركزي وربما للأبد، أما جوانب الشبكية فلا تتأثر، ويستطيع المصاب رؤية الأشياء حول البقعة المركزية المعتمة في حقل النظر (١٢-١٦).

وتعد أشهر إصابة للعين بالبرق هي المياه البيضاء (عتامة العدسة)، واكتشفت أول حالة سنة 1722 م. وسببها تجلط بروتينات العدسة بالكهرباء والحرارة، وربما قطع بغشاء العدسة أو تمزق أنسجتها بالضربة الميكانيكية, وعتامة قطع الغشاء تظهر خلال أيام, بينما تجلط البروتين يحتاج شهور أو سنوات (١٧-٢٠).

ويمكن فهم آلية إصابة الأنسجة بقانون جول الذي يحدد العلاقة ين كمية الحرارة المنبعثة من موصل (الأنسجة) وبين الكهرباء المارة خلاله، فكلما زادت مقاومة النسيج وزادت مدة التعرض وشدة التيار, كلما كانت الإصابة أكبر (١٢).

أوجه الإعجاز

1. لم يتم الربط بين البرق وإصابات البصر علميًا إلا في العقود الأخيرة فقط، فأغلب إصابات البرق لا يصحبها إصابات خارجية للعيون، ولا تفقد البصر مباشرة، مما يجعل الربط صعب، فهو بحاجة لأجهزة متطورة لم تكن متاحة في زمن نزول القرآن ولا قبله، مما يُبين سبق القرآن في الإشارة الدقيقة لتأثير البرق على البصر.

2. اتفق القرآن والعلم أن البرق ذاته ليس ضوء فقط، بل هو شيء له ضوء صادر عنه مع أشياء أخرى ضارة مثل أشعة البرق المظلم، وقد سماها القرآن (سنا برقه)، وجعل أثرها أقل من أثر ذات البرق، فالسنا لا يخطف البصر بقوة، ولكن يذهب به في صمت، ولو كان هذا القرآن من كلام البشر لوصف الظاهرة كما تراها العيون فيقول (ضوء برقه)، بدلا من (سنا برقه). فالإعجاز واضح في اختيار تلك اللفظة العجيبة التي تتسع لغوياً لوصف كل ما يصدر عن البرق من ضوء، وإشعاعات اخرى.

3. اختيار الفعل (يكاد) مُعجز فقد أشار بدقة لتأثير البرق وسناه على البصر بدرجات مُتفاوتة تعتمد على شدة وزمن تأثير البرق وسناه، فالمعنى اللغوي له كما رأينا يحتمل نجاة البصر، كما يحتمل أن يخطف البصر أو يذهب به كُلياً أو جُزئياً، مؤقتاً أو للأبد، في الحال أو علي التراخي. وهذا التنوع في الأثر للفعل (يكاد) ظهر واضحاً في اختلاف شدة الأفعال (يخطف، ويذهب)، واختلاف المؤثر (البرق وسناه)، وارتباط تأثر البصر بمشيئة الله وقدرته، فكان كل ذلك إرتباطاً دقيقاً، وكاشفاً لهذا التنوع في تأثر البصر بالبرق وسناه، ومتوافق مع ما توصل له العلم عن تنوع تاثير البرق وسناه على البصر.

4. إستعمال المضارع (يخطف) مع كامل البرق، والمضارع (يذهب) مع سنا البرق، يتوافق علمياً مع كون الأثر على البصر قد يقع في الحاضر أو المستقبل، وأن تأثر البصر بالبرق يتناسب طردياً مع مقدار وقوة المؤثر، وكل ذلك خاضع لمشيئة الله وقدرته.

5. استعمال لفظة (يَخْطَف) مع كامل البرق يتوافق علمياً مع سرعة وقوة البرق، فسرعة البرق بحدود 300 ألف كيلو متر في الثانية، والزمن اللازم لوصول هذا البرق إلى المصاب هو جزء ضئيل من الثانية, وهذه السرعة الهائلة وهذا الزمن المتناهي في الصغر لا يناسبهما علمياً إلا فعل الخطف.

اللهم ما كان من توفيق فمنك وحدك، وما كان من خطأ أو سهوٍ، أو زلل، أو نسيان، فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء.

د. محمود عبدالله نجا
كلية طب، جامعة المنصورة، مصر

■ المراجع في أول تعليق
 
■ المراجع

١. د. ثاﻤر ﺴﻠﻴﻤﺎن ﻋﺒد اﷲ العواودة: أﻓﻌﺎل المقاربة دراﺴﺔ لغوية. تحت اشراف د. ﻓﺎيز محاﺴﻨﺔ. رﺴﺎلة ﻤﻘدﻤﺔ لاﺴﺘﻜﻤال ﻤﺘطﻠﺒﺎت درﺠﺔ المـﺎﺠﺴﺘﻴر - ﻗﺴـم اللغــﺔ العرﺒﻴﺔ وآداﺒـــﻬﺎ- ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤؤﺘﺔ ٢٠١١.

٢. د. ﺃحمد مطر العطية (ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺁﺩﺍﺒﻬﺎ - ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺴﻌﻭﺩ): "ﻜﺎﺩ" ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺩﻻﻻﺘﻬﺎ: ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ 26- ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ+ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ 2010.

3. Mary Ann Cooper (October 1998). Disability, Not Death, Is The Main Problem With Lightning Injury. National Weather Digest, 25:1,2:43-47, June 2001.

4. Mary Ann Cooper and Timothy G. Price: Electrical and Lightning Injuries, Rosen's Emergency Medicine, Concepts and Clinical Practices, 6th Edition, 2006.

5. Gupta A., Kaliaperumal S., Sengupta S., Babu R. Bilateral cataract following lightning injury. European Journal of Ophthalmology / Vol. 16 no. 4, 2006 / pp. 6 2 4- 6 2 6.

6. Medley O’Keefe Gatewood and Richard D. Zane. Lightning injuries Emerg Med Clin N Am 22 (2004) 369–403.

7. Fred Zack, Markus A. Rothschild, Rudolf Wegener. Lightning Strike-Mechanisms of Energy Transfer, Cause of Death, Types of Injury. Dtsch Arztebl 2007; 104(51–52): A 3545–9.

8. Chris Davis; Anna Engeln; Eric Johnson; Scott E. McIntosh; Ken Zafren, Arthur A. Islas, Christopher McStay, William ‘Will’ R. Smith, Tracy Cushing. Wilderness Medical Society Practice Guidelines for the Prevention and Treatment of Lightning Injuries. WILDERNESS & ENVIRONMENTAL MEDICINE, 23, 260–269 (2012).

9. Characters of lightening injuries
بعض خصائص شعاع البرق http://en.wikipedia.org/wiki/Lightning_injuries

10. Martin A. Uman (1984), Lightning, Dover Publications, Inc. New York,

11. Dean R. Koontz (2010). Lightning. Published by Berkley Trade (2010-03-02)

12. Rathini Lilian David, Aravind Eye Hospital, Madurai AECS Illumination. Lightning Induced Maculopathy, Case Report.Vol. XII, No.3, July - Sep 2012.

13. Malgorzata Rozanowska, Bartosz Rozanowski, Michael Boulton (2009). PHOTOBIOLOGY OF THE RETINA: Light-Induced Damage to the Retina.

14. Youssef PN, Sheibani N and Albert DM. Retinal light toxicity. Eye (2011) 25, 1–14.

15. Malvika Kulur (2013). Causes and Risks of Flash Blindness. http://www.buzzle.com/articles/causes-and-risks-of-flash-blindness.

16. Krishna A Rao, Lavanya G Rao, Ajay N Kamath, and Vikram Jain. Bilateral macular hole secondary to remote lightning strike. Indian J Ophthalmol. 2009 Nov-Dec; 57(6): 470–472.

17. Gérard BERGER. LIGHTNING-CAUSED ACCIDENTS AND INJURIES TO HUMANS. IX International Symposium on Lightning Protection. 26th-30th November 2007 – Foz do Iguaçu, Brazil.

18. Amy BW, McManus WF, Goodwin CW Jr, Pruitt BA Jr. Lightning Injury With Survival in Five Patients. JAMA. 1985 Jan 11;253(2):243-5.

19. Noel LP, Clarke WN, Addison D. Ocular complications of lightning. J Pediatr Ophthalmol Strabismus. 1980;17(4):245-6.

20. Shapiro MB. Lightning cataracts. Wis Med J. 1984 Dec;83(12):23-4.

21. Dwyer, J. R., et al., Journal of Geophysical Research (2012), "The Physics of Lightning"; NASA, Fermi Gamma-ray Space Telescope Reports (2009).

22. Dark Lightning' Sparks Call for More Earth-Gazing Satellites

23. Dark Lightning' Zaps Airline Passengers with Radiation City
 
في زمن نزول القرآن كان من الصعب تخيل إصابة البصر بالبرق

قبل نزول القرآن بألف سنة، ذكرت الأساطير الإغريقية قصة صراع زيوس إله الصواعق ضد التيتان، وفيها أنه أصابهم بالعمى بصاعقة برقية.
فهي فكرة لا يعجز البشر عن معرفتها، حتى الوثنيين، وبالتالي ليست معجزة علمية.

المصدر: كتاب هسيود عن ملاحم الأولمب

the flashing glare of the thunder-stone and lightning blinded their eyes
 
قبل نزول القرآن بألف سنة، ذكرت الأساطير الإغريقية قصة صراع زيوس إله الصواعق ضد التيتان، وفيها أنه أصابهم بالعمى بصاعقة برقية.
فهي فكرة لا يعجز البشر عن معرفتها، حتى الوثنيين، وبالتالي ليست معجزة علمية.

المصدر: كتاب هسيود عن ملاحم الأولمب

the flashing glare of the thunder-stone and lightning blinded their eyes
أشكرك لهذا التنبيه ولكنه لا يلغي الاعجاز في الايات كما تظن، بل بالعكس يقويه للاسباب التالية:

١. زيوس في الاسطورة له سلاح اسمه حجر الرعد والبرق، وهذا السلاح يصدر وميض يسبب العمى، وهذا قول غير دقيق، فالبرق والرعد لا ينشآن عن حجر، بل من السحاب كما قال القرآن )يكاد سنا برقه(، الهاء تعود للسحاب وبرده، راجع الاية. وطبعا هذا تصور بشري محض مأخوذ من مشابهة ضرب حجر بحجر فيصدر ضوء لامع، فظنوا البرق كذلك.
كما أن هذه المقولة جعلت حجر الرعد والبرق يصدر وميض لامع flashing glare، والبرق علمياً ليس ضوء فقط، ولكن البشر لا يمكنهم تصور غير ذلك.
واخيراً ضوء البرق ليس بالضرورة يصيب العين بالعمى، ففي حوالي ٥٠ % من الحالات تنجو الاعين، وفي البعض الآخر يحدث عمى مؤقت ويعود البصر، وفي الباقي ممكن عمى دائم، وعليه فالأسطورة لم تبين سوى حالة العمى الدائم.

٢. كل هذه الأخطاء التي وقعت فيها الأسطورة، لا تجد منها شيء في القرآن
فالقرآن نسب البرق للسحاب وبرده، وليس للحجر
القرآن فرق بين البرق وأثره، وسنا البرق واثره، فقال عن كامل البرق يخطف الأبصار، وقال عن سنا البرق أي ما ينشا عن البرق من ضوء وغيره )يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار(، وجعل هناك تناسب طردي بين الأثر والمؤثر، فكامل البرق يخطف، واما سناه يذهب.
وأخيراً التعرض للبرق نفسه او لضوءه علميا قد ينجو البصر، كما قد يصاب، وقد عبر القرآن عن ذلك بلفظ يكاد التي تحتمل كلا الأمرين.

فبالله عليك أين الثرى من الثريا، لتجعل أساطير البشر في مكانة وقوة آيات الله، وتجعل قول الله معلوم لكل البشر ولا اعجاز فيه؟؟؟؟!!!!!!

رجاء أصلح ما في قلبك فهو يمنعك من رؤية الخير، نعوذ بالله من ذلك
 
- كان "من الصعب تخيل إصابة البصر بالبرق" كما تقول؟ لا، بل تخيلوها في أساطيرهم!

- وصحيح أن بعض تفاصيل الأسطورة اليونانية تختلف عن التفاصيل الإسلامية، فعند الإغريق حجر أما عندنا فأجد الملائكة معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب وأن صوته هو ما نسمعه من صوت الرعد وهو يزجرها، كما صحح الألباني من حديث الترمذي.
 
- كان "من الصعب تخيل إصابة البصر بالبرق" كما تقول؟ لا، بل تخيلوها في أساطيرهم!

- وصحيح أن بعض تفاصيل الأسطورة اليونانية تختلف عن التفاصيل الإسلامية، فعند الإغريق حجر أما عندنا فأجد الملائكة معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب وأن صوته هو ما نسمعه من صوت الرعد وهو يزجرها، كما صحح الألباني من حديث الترمذي.
الأصل في الأسطورة أي أسطورة أن فيها من الخيال الكثير، فهل عندك ما يثبت أن ما في الأسطورة منقول من الواقع؟!!!
هل تنكر أن اقوى ضوء عرفته البشرية هو ضوء الشمس وأن الناظر لها يذهب بصره، فسهل جظا اي واحد يتخيل ان البرق كضوء الشمس.
في الأدب الإغريقي المتأخر، هناك اعتقاد بأن الشمـس تُجسِّد عين زيوس. مثلاً، في مأساة يوربيديس (Euripides) يتم وصف زيوس بلفظة "sun-eyed" أي "شامخ بعيون الشمس" أو أن هيليوس (إله الشمس) هو عين زيوس النيرة .
هذا التشبيه يجعل الضوء الذي يصدر من البرق أقرب إلى شعاع شمسي إلهي.
وتاثير الشمس على البصر معروف لكل الأمم، ولا مانع ان الاسطورة استلهمت هذا التاثير للبرق، وذلك لاذلال الاعداء بالعمى قبل القتل، فالعمى عجز عن الدفاع والقتال

Zeus is occasionally conflated with the Hellenic sun god, Helios, who is sometimes either directly referred to as Zeus's eye,[307] or clearly implied as such. Hesiod, for instance, describes Zeus's eye as effectively the sun.[308] This perception is possibly derived from earlier Proto-Indo-European religion, in which the sun is occasionally envisioned as the eye of *Dyḗus Pḥatḗr (see Hvare-khshaeta).[309] Euripides in his now lost tragedy Mysians described Zeus as "sun-eyed", and Helios is said elsewhere to be "the brilliant eye of Zeus, giver of life".[310] In another of Euripides's tragedies, Medea, the chorus refers to Helios as "light born from Zeus."[311]
المصدر

المهم إذا أردت اثبات علم القدماء بتاثير البرق على البصر فمنطقي تنقل الحقائق وليس الأساطير، ولو قصة واحدة حقيقية لأحد عرف أو عُرف عنه اصابته بالعمى نتيجة البرق، او تنقل من كتب الطب القديمة ما يفيد ذلك.والافضل طبعا تنقل شيء من زمن النبوة، فهذه الاسطورة لم يطلع عليها النبي ولا الصحابة، والعرب لم يشتهر بينهم العمى بسبب البرق، ودليل ذلك صعوبة تصور ذلك عند المفسرين، واليك بعض التفاسير

يقول الطبري
حُدِّثت عن المنجاب بن الحارث, قال: حدثنا بشر بن عُمارة, عن أبي رَوْق، عن الضحاك, عن ابن عباس, في قوله: " يكاد البرقُ يخطف أبصارهم "، قال: يلتمعُ أبصارَهم ولمّا يفعل (97) .

يقول القرطبي، والبغوي
قوله تعالى : يكاد البرق يخطف أبصارهم يكاد معناه يقارب ، يقال : كاد يفعل كذا إذا قارب ولم يفعل

فلو كان الأمر شائع لعرفه المفسرون ولذكروه في كتبهم

وقد ذكرت في البحث اعلاه أن أول حالة مسجلة طبيا كانت في القرن السابع عشر، وأرفقت المراجع العلمية، فهات انت ما يثبت طبيا وجود حالات عمى بسبب البرق قبل القرن السابع عشر

وأما عبارة كان من الصعب تخيل اصابة البصر بالبرق
فلها سبب علمي، فهناك حالات كثيرة أصيبت بالبرق سواء في الجسد أو الراس ولم تصب بالعمى في وقتها، ولكن بعد شهور وسنوات من تاريخ الاصابة، فكان الربط بين الأثر والمؤثر مستحيل علميا، ولم يحدث الربط الا في القرن العشرين بكثير من الأبحاث والآلات.
 
عودة
أعلى