الضوابط الشعرية في التفسير وعلوم القرآن

أبو مالك العوضي

فريق إشراف الملتقى المفتوح
إنضم
12/08/2006
المشاركات
737
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
رأيت كثيرا من الموضوعات في المنتديات عن الضوابط الشعرية الجامعة والأبيات الحاصرة التي تجدها منثورة في كلام أهل العلم.

ولكن لم أقف على من أفرد ما يخص التفسير وعلوم القرآن منها (باستثناء القراءات في الغالب لاختصاصها بمنظومات مفردة).

ومن أشهر ما وقفت عليه من ذلك قول الناظم:
ألا إنما القرآن تسعة أحرف ............. سأنبيكها في بيت شعر بلا خلل
حلال حرام محكم متشابه .............. بشير نذير قصة عظة مثل

وكذلك قول بعضهم في جمع أسماء الأنبياء:
في (تلك حجتنا) منهم ثمانية ........... من بعد عشر ويبقى سبعة وهم
إدريس هود شعيب صالح وكذا .......... ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا

ويدخل في هذا الموضوع أبيات السيوطي المشهورة التي ذكرها في الإتقان تحريرا للمعتمد من المنسوخ:
قد أكثر الناس في المنسوخ من عدد ........... وأدخلوا فيه آيا ليس تنحصر
وهاك تحرير آي لا مزيد لها ............ عشرين حررها الحذاق والكبر
آي التوجه حيث المرء كان وأن ......... يوصي لأهليه عند الموت محتضر
وحرمة الأكل بعد النوم مع رفث .......... وفدية لمطيق الصوم مشتهر
وحق تقواه فيما صح من أثر ......... وفي الحرام قتال للألى كفروا
والاعتداد بحول مع وصيتها ......... وأن يدان حديث النفس والفكر
والحلف والحبس للزاني وترك ألى ............كفروا شهادتهم والصبر والنفر
ومنع عقد لزان أو لزانية ............ وما على المصطفى في العقد محتظر
ودفع مهر لمن جاءت وآية نجـ ............ ـواه كذاك قيام الليل مستطر
وزيد آية الاستئذان من ملكت ............ وآية القسمة الفضلى لمن حضروا

وكذلك الألفاظ المعربة في القرآن نظمها التاج السبكي في عدة أبيات، وزاد فيها الحافظ ابن حجر، ثم زاد عليه السيوطي، فصار مجموعها عشرين بيتا.

وهذه الضوابط الشعرية مهمة جدا لطالب العلم؛ لأنها تجمع له في الذهن ما تناثر هنا وهناك فيسهل عليه الاستعانة بها عند الحاجة إليها بدلا من إضاعة الوقت في البحث والتفتيش في الكتب، والأمر على عكس ما يظن بعض الناس من أن الحفظ يضيع الوقت، فإن الحفظ يحفظ الوقت على طالب العلم، ولذلك ترى بعض الباحثين يضيع سنوات من عمره في أشياء ليست عظيمة في الأهمية، وقد كان يمكنه أن يستفيد من هذا الوقت لو أنه اعتمد على الحفظ.

وهذه أبيات جميلة من نظم الزواوي لقواعد الإعراب، ليست من الضوابط ولكن ذكرتها للفائدة:
ولتجتنب يا صاح أن تقول في ................. حرف من القرآن زائد نفي
إذ تسبق الأذهان للإهمال ............... وهو على القرآن ذو استحال
وإنما الزائد ما دل على .............. مجرد التوكيد لا ما أهملا

وللفائدة أيضا أذكر هذه الأبيات الرائعة لابن الرومي:
وتال تلا يوما فأنسي آية ................. فأعيت عليه حين رام انتهازها
فكر على ما قبلها متدبرا ............. فثاب له فكر فأفضى حجازها
فشبهته بابن السبيل تعرضت ............. له وهدة فاستصعبت حين رازها
فقهقهر عنها قيس عشرين خطوة ............ فجاش عليها جيشة فأجازها

وإلى المزيد من ذلك وما يرتبط به إن شاء الله تعالى ....

أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
 
وقال الشيخ حافظ حكمي في منظومته الأصولية (وسيلة الحصول):
وإنما يأتي على معلومه ........... من أحرز الجملة من علومه
وأمعن الفكرة في السياق ......... مع حفظ ما جاء عن السُّباق
ممن أتوا فيه على البيان ......... بالنقل والإيضاح للمعاني
 
وقال أيضا:
فما يراه الناظر اختلافا ........... فليعزه لفهمه مضافا
وكل من يعتقد التناقضا ............ في محكم النصين إن تعارضا
فليس تخلو هذه القضية .......... من فرط جهل أو لخبث نية
 
بارك الله فيك يا أبا مالك فأنت تأتينا دوماً بالمفيد والنادر . وأرجو أن أضيف بعض الأبيات هنا لاحقاً .
 
ومن أجمل ما سطره السيوطي قوله في آخر (عقود الجمان):
وسور القرآن في ابتدائها ............ وفي خلوصها وفي انتهائها
واردة أبلغ وجه وأجل .............. وكيف لا وهو كلام الله جل
ومن لها أمعن في التأمل .............. بان له كل خفي وجلي
وقد استمتعت بسماعها من الشيخ عبد الرحمن الشهري، وذكر أن لو قال: (بالغة) لكان أولى.
 
بارك الله فيك يا أبا مالك فأنت تأتينا دوماً بالمفيد والنادر . وأرجو أن أضيف بعض الأبيات هنا لاحقاً .
وفيك بارك الله يا شيخنا الفاضل
وأرجو أن تتحفنا بما وعدتنا.
 
السلام عليكم
هل من مزيد ؟ زادكم الله من فضله ...
 
في مقاصد القرآن يقول الشيخ البيحياوي :
مقاصد الكتاب عند من خبر ................... تصحيح عقد و زكاة تعتبر
تشريع حكم و سياسة نظم ................... قص و وعظ ثم إعجاز يلم
 
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم ،، ونرجو المزيد .
 
[FONT=&quot]في ذكر وجوه الإعجاز مع رد القول بالصرفة و أن الله تحدى الثقلين بالكلام القديم ... و هي أبيات من العقيلة للشاطبي - رحمه الله - :
[/FONT] واعلم بأن كتاب الله خص بما تاه البرية عن إتيانه ظهرا
و منْ قالَ صَرْفَـتُهُمْ مَعْ حَثِّ نُصْرَتِهِمْ وَفْرُ الدَّوَاعِى فَلَمْ يَسْتَنْصِرِ النُّصَرَا
كمْ مِنْ بدائِعَ لمْ تُوْجَدْ بَلاغَتُهَا إِلا لدَيْه وكمْ طُولَ الزَّمانِ تُرَى
ومن يقُلْ بعُلومِ الغيبِ مُعْجِزُهُ فلمْ تَرَى عينُهُ عيْناً ولاَ أَثَرَا
إنَّ الغُيُوبَ بإذنِ اللهِ جـاريةٌ مدَى الزَّمانِ على سُبُلٍ جَلَتْ سُوَرَا
ومنْ يقُلْ بكلامِ اللهِ طَالَبـَـهُمْ لم يَحْلُ فى العِلْمِ وِرْداً لاَ ولاَ صَدَرَا
ما لاَ يُطاقُ ففى تعيينِ كُلْفَتِهِ وجائزٍ ووقوعٍ عُضْلَةُ البُصَرَا
للهِ دَرُّ الَّذى تأليفُ مُعْجِزِهِ والانتصارِ لهُ قدْ أوْضَحَا الغُرَرَا
 
بارك الله فيمن ابتدأ الإحسان، ومن أتمه.
نظم العلامة حافظ الحكمي -رحمه الله- صيغ الأمر عند الأصوليين بقوله:
أربعُ ألفاظٍ بها الأمرُ دُرِي...افعلْ، لتفعلْ، اسمُ فعل، مصدرِ
البيت رقم: 208 من منظومته: "وسيلة الحصول إلى مهمات الأصول".
 
عودة
أعلى