أيمن أبومصطفى
New member
انتشار الإسلام
د.أيمن أبومصطفى
بسم1
إن الإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده"ورضيت لكم الإسلام دينا" ، وهو نعمة غالية امتن الله بها على الناس ، فالناس لاينصلح حالهم إلا بشريعة تحكمهم ، ومنهج ينظم لهم أمور حياتهم.
وقد جاء ت دعوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد انقطاع من الرسل ؛ حيث ملأ الأرض الظلم والجور والاستعباد والاستبداد والتربح المحرم الذي يدمر المجتمعات.
جاء الإسلام ليقوم النفوس ، ويعلي من مكارم الأخلاق ، ويجعل للشخصية مقاييس جديدة لاتقوم على العرق أو العصب وإنما تقوم على التقوى والعمل الصالح، وهذا بطبيعة الحال سوف يجد من يحاربه ؛ لأننا نعلم أن هناك من يستفيد من الفساد والظلم .
فحينما يحرم الإسلام الخمر تجد أول من يقوم بالاعتراض بائعو الخمور الذين يتربحون منها ربحا كثيرا ، ولذا فقد وجدت الدعوة المحمدية صعوبات كثيرة.
وممن وقفوا في وجه الدعوة المستفيدون من جهل الناس وخلل معتقداتهم ، أعنى الكهنة والقساوسة والرهبان والدجاليين الذين عاشوا زمنا من الرفاهية والرغد بما يحصلونه من أموال العامة.
فهل يقف هؤلاء مكتوفي الأيدي ومصادر ربحهم تضيع واحدة تلو الأخرى؟
بالطبع لا ، ولذا فإنهم حاربوا ليل نهار ودبروا واحتالوا وكادوا وأثاروا الفتن والقلاقل والشبهات .
وهناك شبهة قديمة حديثة اتخذها القدماء وأحياها المحدثون ، ألاوهي شبهة انتشار الإسلام بالسيف.
يقولون:إن الدين الإسلامي انتشر بحد السيف ، فكله غزوات ، بينما انتشر الدين المسيحي بالسلام والمحبة ، وليس في الإنجيل ما يدل على استخدام السيف أو الأمر باستخدامه، ولذا فإن المسلمين متهمون بأنهم أصحاب سيف وعنف وقتل..
هذا ما توصل إليه فكر المعاندين المعارضين ، ويتحججون بأن الإنجيل ليس فيه ذكر للسيف أو القتل ، ولكن الحقيقة هي أن الإنجيل به أكثر من إشارة إلى ذلك ، نورد بعضا من هذه النصوص ، يقول إنجيل لوقا:"ما جئت لألقي سلاما على الأرض بل سيفا ، جئت لأفرق بين المرء وأبيه ، والأم وابنتها ، والحمأة وكنتها ، وأعداء المرء أهل بيته"(انجيل متى الإصحاح العاشر البند 34-37).
وفي سياق آخر في محاولة الإمساك بالسيد المسيح للصلب- على حد زعمهم- يقول نص إنجيل يوحنا:"إن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى"وسمعان هذا أحد تلاميذ السيد المسيح.
وعن التحريض والدعوة إلى حمل السيف ، نورد نصا في إنجيل لوقا:"فقال لهم :لكن الآن من له كيس فليحمله ، ومن عنده مال فليأخذه ، ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتري سيفا"(الإصحاح الثاني والعشرون ، البند 36-37)
وفي موضع آخر منه أيضا يقول:"بع ما لديك واشتر سيفا واتبعني"
وقد حرض السيد المسيح على قتل أعدائه ، كما وصفه الإنجيل بهذا ،يقول النص:"أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي".(الإصحاح التاسع عشر ،البند 27)
فالمسألة ليست سيفا أوغير سيف – أيها المعاندون – ولكن السيف احتراز للدفاع عن النفس .
فالإسلام في بداية دعوته دعا سلما لمدة ثلاثة عشر عاما ،لم يحمل المسلمون فيها سيفا ، وتحملوا أذى قريش وهاجر بعضهم إلى الحبشة ثم المدينة بعيدا عن أذى قريش وأهل الشرك والكفر .
ولكن كان لامفر من اعتماد المسلمين على السيف بعد ذلك للدفاع عن أنفسهم ، فقد تكالب عليهم الأعداء وتحزبوا ، والدفاع عن النفس أمر مشروع.
ومن الواجب أن نبين أن لفظة غزوة اصطلاح لغوي فقط ، لأن القرآن حينما تكلم عن هذه المواقع لم يقل غزوة ، بل قال:"نصركم الله ببدر" و" ويوم حنين" ولم يقل غزوة ، وهناك غزوة الخندق التي لم يرفع فيه السيف ، وإنما أمرهم النبي بحفر الخندق ليحموا أنفسهم من الأحزاب، فمن غزا من؟
وإننا نرى في الإسلام المحبة والسماحة ، فقد دعا إلى السلم " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" وموقف النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية معلوم ومعروف.
ولعلنا نتذكر موقفه صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة حينما جاءها فاتحا"اذهبوا فأنتم الطلقاء" فمن يستطيع أن ينكر سماحة الإسلام؟
وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سار الخلفاء على نهجه ، فنجد أن بلادا كثيرة من جنوب ووسط وشرق أسيا قد آمنت بدعوة الإسلام دون حرب ، ومصر التي فتحها عمرو بن العاص سلما في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .
هذه هي السماحة وهذا هو السلام ، ففي التوراة حينما دخل جدعون أحد أنبياء العهد القديم إحدى المدن "وأخذ شيوخ المدينة وأشواك البرية والنوارج وعلم بها أهل سكوت ، وهدم برج فنوائيل وقتل رجال المدينة "(القضاه الإصحاح الثامن 16-17).
فكثير من البلدان دخلها الإسلام عن طريق أخلاق التجار المسلمين الحسنة ، وماتميزوا به من أمانة وصدق .
والواقع الآن يعكس لنا أن الإرهابي الحقيقي هو من يروع الناس ويهدم بيوتهم ويسفك دماءهم ، الإرهابي الحقيقي من يخرب فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرهم من البلاد الإسلامية .
أما الإسلام فدين رحمة كان من أهم الوصايا التي أوصى بها أبو بكر الصحابي الجليل والخليفة الأول للمسلمين أسامة بن زيد حينما خرج في إمرة الجيش ألا يقتل شيخا ولاطفلا ولاامرأة ولا يقطع شجرة ولا يهدم دار عبادة.
د.أيمن أبومصطفى
بسم1
إن الإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده"ورضيت لكم الإسلام دينا" ، وهو نعمة غالية امتن الله بها على الناس ، فالناس لاينصلح حالهم إلا بشريعة تحكمهم ، ومنهج ينظم لهم أمور حياتهم.
وقد جاء ت دعوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد انقطاع من الرسل ؛ حيث ملأ الأرض الظلم والجور والاستعباد والاستبداد والتربح المحرم الذي يدمر المجتمعات.
جاء الإسلام ليقوم النفوس ، ويعلي من مكارم الأخلاق ، ويجعل للشخصية مقاييس جديدة لاتقوم على العرق أو العصب وإنما تقوم على التقوى والعمل الصالح، وهذا بطبيعة الحال سوف يجد من يحاربه ؛ لأننا نعلم أن هناك من يستفيد من الفساد والظلم .
فحينما يحرم الإسلام الخمر تجد أول من يقوم بالاعتراض بائعو الخمور الذين يتربحون منها ربحا كثيرا ، ولذا فقد وجدت الدعوة المحمدية صعوبات كثيرة.
وممن وقفوا في وجه الدعوة المستفيدون من جهل الناس وخلل معتقداتهم ، أعنى الكهنة والقساوسة والرهبان والدجاليين الذين عاشوا زمنا من الرفاهية والرغد بما يحصلونه من أموال العامة.
فهل يقف هؤلاء مكتوفي الأيدي ومصادر ربحهم تضيع واحدة تلو الأخرى؟
بالطبع لا ، ولذا فإنهم حاربوا ليل نهار ودبروا واحتالوا وكادوا وأثاروا الفتن والقلاقل والشبهات .
وهناك شبهة قديمة حديثة اتخذها القدماء وأحياها المحدثون ، ألاوهي شبهة انتشار الإسلام بالسيف.
يقولون:إن الدين الإسلامي انتشر بحد السيف ، فكله غزوات ، بينما انتشر الدين المسيحي بالسلام والمحبة ، وليس في الإنجيل ما يدل على استخدام السيف أو الأمر باستخدامه، ولذا فإن المسلمين متهمون بأنهم أصحاب سيف وعنف وقتل..
هذا ما توصل إليه فكر المعاندين المعارضين ، ويتحججون بأن الإنجيل ليس فيه ذكر للسيف أو القتل ، ولكن الحقيقة هي أن الإنجيل به أكثر من إشارة إلى ذلك ، نورد بعضا من هذه النصوص ، يقول إنجيل لوقا:"ما جئت لألقي سلاما على الأرض بل سيفا ، جئت لأفرق بين المرء وأبيه ، والأم وابنتها ، والحمأة وكنتها ، وأعداء المرء أهل بيته"(انجيل متى الإصحاح العاشر البند 34-37).
وفي سياق آخر في محاولة الإمساك بالسيد المسيح للصلب- على حد زعمهم- يقول نص إنجيل يوحنا:"إن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى"وسمعان هذا أحد تلاميذ السيد المسيح.
وعن التحريض والدعوة إلى حمل السيف ، نورد نصا في إنجيل لوقا:"فقال لهم :لكن الآن من له كيس فليحمله ، ومن عنده مال فليأخذه ، ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتري سيفا"(الإصحاح الثاني والعشرون ، البند 36-37)
وفي موضع آخر منه أيضا يقول:"بع ما لديك واشتر سيفا واتبعني"
وقد حرض السيد المسيح على قتل أعدائه ، كما وصفه الإنجيل بهذا ،يقول النص:"أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي".(الإصحاح التاسع عشر ،البند 27)
فالمسألة ليست سيفا أوغير سيف – أيها المعاندون – ولكن السيف احتراز للدفاع عن النفس .
فالإسلام في بداية دعوته دعا سلما لمدة ثلاثة عشر عاما ،لم يحمل المسلمون فيها سيفا ، وتحملوا أذى قريش وهاجر بعضهم إلى الحبشة ثم المدينة بعيدا عن أذى قريش وأهل الشرك والكفر .
ولكن كان لامفر من اعتماد المسلمين على السيف بعد ذلك للدفاع عن أنفسهم ، فقد تكالب عليهم الأعداء وتحزبوا ، والدفاع عن النفس أمر مشروع.
ومن الواجب أن نبين أن لفظة غزوة اصطلاح لغوي فقط ، لأن القرآن حينما تكلم عن هذه المواقع لم يقل غزوة ، بل قال:"نصركم الله ببدر" و" ويوم حنين" ولم يقل غزوة ، وهناك غزوة الخندق التي لم يرفع فيه السيف ، وإنما أمرهم النبي بحفر الخندق ليحموا أنفسهم من الأحزاب، فمن غزا من؟
وإننا نرى في الإسلام المحبة والسماحة ، فقد دعا إلى السلم " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" وموقف النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية معلوم ومعروف.
ولعلنا نتذكر موقفه صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة حينما جاءها فاتحا"اذهبوا فأنتم الطلقاء" فمن يستطيع أن ينكر سماحة الإسلام؟
وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سار الخلفاء على نهجه ، فنجد أن بلادا كثيرة من جنوب ووسط وشرق أسيا قد آمنت بدعوة الإسلام دون حرب ، ومصر التي فتحها عمرو بن العاص سلما في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .
هذه هي السماحة وهذا هو السلام ، ففي التوراة حينما دخل جدعون أحد أنبياء العهد القديم إحدى المدن "وأخذ شيوخ المدينة وأشواك البرية والنوارج وعلم بها أهل سكوت ، وهدم برج فنوائيل وقتل رجال المدينة "(القضاه الإصحاح الثامن 16-17).
فكثير من البلدان دخلها الإسلام عن طريق أخلاق التجار المسلمين الحسنة ، وماتميزوا به من أمانة وصدق .
والواقع الآن يعكس لنا أن الإرهابي الحقيقي هو من يروع الناس ويهدم بيوتهم ويسفك دماءهم ، الإرهابي الحقيقي من يخرب فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرهم من البلاد الإسلامية .
أما الإسلام فدين رحمة كان من أهم الوصايا التي أوصى بها أبو بكر الصحابي الجليل والخليفة الأول للمسلمين أسامة بن زيد حينما خرج في إمرة الجيش ألا يقتل شيخا ولاطفلا ولاامرأة ولا يقطع شجرة ولا يهدم دار عبادة.