محمود أحمد محمود
New member
- إنضم
- 30/11/2010
- المشاركات
- 20
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
بسم الله الرحمن الرحيم
- تحقيق في قضية الحركة المركبة -
- من القضايا الأولية الضرورية : أن حروف المد ما هي إلا إشباعٌ للحركة التي قبلها ، وبغير هذا الإشباع لا حقيقة ولا وجود لحرف المد رأْسًا ، ولذلك فإن تأثر حرف المد بصفات الحرف الناشئ عنه تأثر حتميٌّ ، ففي الحروف المفخمة يظهر هذا الأثر في تفخيم حرف المد تفخيمًا نسبيًّا مناسبًا له ، وفي حرفي الميم والنون تظهر غنة خفيفة جدًّا في كذلك حروف المد المتولدة عنهما ، وهكذا ؛ فلا بد على التحقيق من تأثر حروف المد ببعض الصفات المتعدِّية في الحروف السابقة لها تأثُّرًا يسيرًا لا يلتغي ولا يتفاحش .
- ومن هذا التأثر الحتميُّ : تأثر حروف المدِّ بطبيعة الحركة السابقة لها ، إن كانت محضةً فمحضةً، أو مشوبةً فمشوبةً ، والحركة في مبادي الأفعال المشار إليها هي حركةٌ مشوبةٌ لا غير .
- أما كونها مركبةً ؛ فهو وَصْفٌ لا وجود له ، لأن الحركة عَرَضٌ ينشأ مع نشأة الحرف وينعدم بانعدامه ، فلا تستقلُّ في الوجود عن الحرف ، مثلما : أن الحرف في وجوده لا يستقلُّ عن الحركة أو السكون .
- وبالتالي : لا يمكن أن تتوارد حركتان على مَحَلٍّ واحدٍ ، وإلا فهما متواردتان على مَحَلَّيْنِ ليس إلا ! ، فتصبح القاف في (قيل) قافين مثلاً ، وبَيِّنٌ بطلان هذا .
- والحركة في هذا الأمر ليست ببِدْعٍ في الصفات ، فالحرف لا يحتمل الاستعلاء والاستفال معًا ، ولا الشدة والرخوة معًا ، ... إلخ ، وكيف يستمرُّ صوت الحرف واحدًا بلا تقطُّعٍ = وهيأة الفم والحنك قد تغيَّرت من هيأة الضم إلى هيأة الكسر ؟! .
- فلعلَّ الصواب في هذه القضية : أنه لا حقيقة ولا وجود للحركة المركبة ، وإنما هي حركة مشوبة ، وحرف المد المتولد منها هو حرف مشوب ، لكن في حدود الاعتدال بلا إفراطٍ يحيلها إلى القرب والاشتباه في السمع بالضمة الخالصة والواو الخالصة .
- والله الموفق .