فكرة ارجو أن تحظى بالتجاوب

إنضم
25/01/2013
المشاركات
57
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
ليبيا
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذا الملتقى المبارك والذي يعتبر الأول والرائد من نوعه ، والذي يؤمه أهل القرآن سواء : المشايخ العلماء أو قراء القراءات المتقنين أو حملة كتاب الله أو طلبة العلم أو المبتدئين في علوم القرآن أو المحبين لكتاب الله المتعلقين به .
كل فرد من هذه الفئات المذكورة أعلاه له تجربة وورد يومي مع كتاب الله قراءة وترتيلاً . مراجعةً للحفظ وتجويداً . تدبراً وتفسيراً
أتمنى على كل من يقرأ هذ الأسطر أن يسرد لنا تجربته الشخصية اليومية مع كتاب الله . حتي يستفيد المقل من المكثر وحتي يستفيد المهمل ( ككاتب هذه الأسطر ) من المجتهدين من أمثالكم مرتادي هذا الملتقى المبارك ...
وفق الله الجميع ...
 
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله سيدنا محمد وآله وصحبه ومن ولاه:
- قالوا إن أفضل القراءة ما كان في الصلاة.
- ومن أفضل الوسائل للمحافظة على تنظيم الوقت والورد اليومي من التلاوة أن يربط الشخص مقداراً يحدده لنفسه مع كل صلاة سواء كان قبلها أو بعدها أو فيها.
- فإن لم يستطع القراءة مع الصلوات الخمس فمع واحدة منها. والأفضل أن تكون تلك الصلاة : الفجر. { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } [الإسراء:78]
أما الحفّاظ فإنهم يؤدون واجبهم المعهود مع كل صلاة جزءاً.
 
....... وما زلت أنتظر التجاوب من رواد هذا الملتقى الكريم مع هذه الفكرة ...
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
فإن تعلم كتاب الله عز وجل أولا ينبغى أن يخلص له النية , وأن يهيئ نفسه لنيل هذا الشرف العظيم , فيترك ما استطاع من اللمم وخوارم المروءة , ثم يلزم نفسه بشيخ متقن حتى يختم القرآن الكريم ، فإنه بغير الشيخ لن يستطيع أن يأتى على جميع القرآن , وإن استطاع فسيكون هناك أخطاء فى الحفظ والأداء , وليصحب معه دائما كتاب تفسير لمعانى الكلمات أو تفسير للآيات ليفهم مايقرأ هكذا كنت أفعل مع أول ختمة ختمتها على شيخى الشيخ محمود حلمى فرغل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهو شيخ مقرأة مسجد التوبه بالجيزة فى الديار المصرية وكان جميع من يقرأ عيه لا يهتم بأمر الفهم إلا ما ندر ,
فذات يوم لا حظ الشيخ فى يدى كتابا لا يفارقنى آتى به عند قراءتى عليه , وكان يكره جدا أن يشتغل أحد بأى علم من العلوم الشرعية حتى يختم المصحف , وكان رحمه الله يجلس بعد صلاة العشاء ليعلم الطلاب الذين كانوا يأمون المسجد بأعداد كبيرة حتى يفرغ منهم عند منتصف الليل وأحيانا يتجاوز ذلك ,
المهم .. أننى كنت أقرأ عليه ذات ليلة ..فالتفت إلى فجأة وقال لى : ما هذا الكتاب الذى معك وكان الشيخ ذا مهابة تعلو وجهه الوضاء فنظرت إليه خوفا أن يجد على ويسمعنى كلاما شديدا بين الطلاب فقلت له مستجمعا ما بقى من قواى ( كككتاب تفسير ) فقال لى ما معنى كلمة ( وحدائق غلبا ) وكنت أقرأ فى ذات السورة فأجبته بما قرأت فى التفسير فتبسم الشيخ وقال للطلاب من أراد أن يتعلم فليفعل مثل هذا.
عفوا أيها القارئ الكريم ولكن لم أستطع أن أتمالك مشاعرى تجاه شيخى الحبيب , وأعود وأقول :
بعد انتهاء الختمة لابد من المراجعة للحفظ فآفة الحفظ النسيان
وأحسن وسيلتين لتثبيت الحفظ هما :
1 القراءة فى الصلاة
2 المراجعة مع زميل أو صديق أنت الذى تقرأ وهو يستمع إليك فإذا أخطأت فتح عليك لا العكس وتخير أحد يجيد القراءة فى المصحف ولا يشترط أن يكون حافظا وهذا أفضل حتى تستفيد أنت من وقتك .
أما بالنسبه للكم فالمداومه على جزء يوميا هى أقل شئ..
وأهم شئ المداومة
 
شكراً .... لكل من شارك في هذا الموضوع ....
....... وما زلت أنتظر التجاوب من رواد هذا الملتقى الكريم مع هذه الفكرة ...
 
شكراً .... لكل من شارك في هذا الموضوع ....
....... وما زلت أنتظر التجاوب من رواد هذا الملتقى الكريم مع هذه الفكرة ...

بارك الله فيك وزاك خيرا ...متابعة بشغف..
 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فإن الناس لا تزال تحرص على العلم وطلبه بشتى أنواعه وفنونه مُهِمِّها وأهمها، ضارها ونافعها، ولقد علم المشتغلون بعلوم الشريعة أنها أشرف العلوم وأفضلها، كيف وهي دين رب العالمين، قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام )، فما فتئوا يتبارون في الاشتغال بها تعلما وتعليما، وتفهما وتفهيما.
لكن الناس ومنذ العصور المتأخرة جنحوا إلى الكسل والاختصار، والبحث عن سبل الرفاهية والدعة، مع أملهم بلوغ الأماني، وذلك لعمري من أشد التناقضات، وكلنا يقرأ في ذاكرته قول القائل: لا ينال العلم براحة الجسد، وأيضا: من طلب العلا سهر الليالي.

لا تحسب المجد تمرا أنت آكله::::: لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

وبحثا عن سبل الراحة والاستكانة إليها اخترع أقوام طرقا تعينهم على طلب العلم، منها الصحيح والسقيم، ولكن عامة ما رأينا سواء في أنفسنا أوفي غيرنا إنما هو تشتيت للذهن وخلط للعلوم لا يحصل من ورائه كبير نفع، واقرأ عن الأولين وقارن الحال بالحال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
نعم، قد استفاد الناس من المناهج الحديثة الكثير، لكن رأينا من تصدروا لتعليم الدين، وما هم للقرآن بحافظين، ومن اشتغلوا عن علوم أهم بعلوم أدنى شأنا وأهمية، والله المستعان.
والسبب في ذلك كله مخالفة أهل هذا الزمان لطرق سلفهم في تحصيل العلم، يقول الإمام ابن عبد البر رحمه الله: " طلب العلم درجات ومناقل ورتب لا ينبغي تعدّيها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدى سبيلهم عامدا ضل، ومن تعداها مجتهدا زل."[جامع بيان العلم وفضله ص 1129].
وقد كان السلف أحرص شيء على العلم، وأحرصهم على القرآن العظيم تعلما وتعليما، إذ هو كتاب الله، وأصل الأصول، وما حفظ شيء من العلوم إلا بحفظه، قال تعالى: ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))، فهو النور المبين، (( وأنزلنا إليك نورا مبينا))، قال تعالى: ((وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه))، وقال سبحانه ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان))، وقال عز من قائل: ((ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى))، أي لكان هذا القرآن، وقال تعالى: ((وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)).
قال الإمام ابن عبد البر تبعا لسابق كلامه: ( فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه، ولا أقول إن حفظه كلَّه فرض، ولكني أقول إن ذلك لازم على كل من أحب أن يكون عالما فقيها ناصبا نفسه للعلم، ليس من باب الفرض. ) [جامع البيان 1129].
وقد رأينا بحمد الله تعالى في هذا الزمن إقبالا من الناس على حفظ كتاب الله تعالى، ولطالما سألوا عن كيفية ذلك، استفادةً من تجارب السابقين في المضمار، وتوفيرًا منهم على أنفسهم الجهد، واختصارا للوقت، وتنزها عن اختراع الطرق التي قد لا يحالفها حظ النجاح، وسعيا للفائدة رأيت -اعتمادا على تجربتي الخاصة- أن أكتب شيئا في الموضوع ، لعل الله تعالى ينفع به إخواننا الذين يبتغون شغل أنفسهم بالعلم والحفظ، فيحصل لنا به الأجر عند الله تعالى.
ومن غير إطالة أشرع في المقصود:

كيف تحفظ القرآن الكريم؟
لو أن المتحفظ لكتاب الله يراعي الأمور التي أذكرها هنا جميعا، فإنني أرجو له -بإذن الله تعالى- أن يحفظ القرآن حفظا متقنا ولو طالت به المدة، وها هي إليك:

أولا: شحذ الهمة:
ويكون ذلك بمعرفة فضل قراءة القرآن وحفظه وقراءته، ومطالعة سير العلماء والحافظين، ومحاولة التشبه بهم في طلبهم للعلم، وتفرغهم له، وإعطائهم كل الوقت له أو أكثره، وصبرهم على نيله، وغيرها من المحفزات والمعينات على الحفظ التي ليست موضوعنا، والتي ينبغي معرفتها والتزامها حتى يتحقق المراد.

ثانيا: الإخلاص:
ولا بد أن يصاحب حفظ القرآن إخلاص لله عز وجل، ودعاء واستعانة منه سبحانه وتعالى، فالحفظ عبادة وقد أمرنا بالاستعانة على العبادة، قال تعالى ((إياك نعبد وإياك نستعين))، وقَمِن أن يوفق المخلص في أموره كلها ومنها حفظ كتاب الله تعالى.

ثالثا: التقليل من المحفوظ:
ليكون أنفع وأضبط وأفيد للمتحفظ، فقد كان هذا ديدن السلف وعهدهم.
قال أبو بكر بن عياش رحمه الله تعالى: ( قرأت القرآن على عاصم بن أبي النجود فكان يأمرني أن أقرأ عليه في كل يوم آية، لا أزيد عليها، ويقول: إن هذا أثبت لك، فلم آمن أن يموت الشيخ قبل أن أفرغ من القرآن، فما زلت أطلب إليه حتى أذن في خمس آيات كل يوم. ) [طبقات الحنابلة 1/ 42].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ( تعلموا القرآن خمسا خمسا، فإن جبريل نزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا.) [حلية الأولياء 9/ 319]، قال ابن كثير: ( رويناه بسند جيد عنه ) [فضائل القرآن 227].
وعن ابن مسعود قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن. ) [تفسير ابن كثير 1/ 7].
وقال أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله(حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشرآيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا)[تفسير ابن كثير 1/ 7].
وأكثر ما ننصح بها الطالب الذكي النبيه الفطن، القوي الحفظ، الحاد الذهن أن لا يتجاوز رُبُعا من القرآن الكريم في اليوم، وإلا تعرض للنسيان.

رابعا: اختيار وقت الحفظ ومكانه:
قال ابن الجوزي رحمه الله: ( ينبغي لمن يريد الحفظ أن يتشاغل به في وقت جمع الهمّ، ومتى رأى نفسه مشغول القلب ترك التحفظ، ويحفظ قدر ما يمكن فإن القليل يثبت والكثير لا يحصل، وقد مدح الحفظ في السحر لموضع جمع الهمّ، وفي البُكَر، وعند نصف الليل، ولا ينبغي أن يحفظ على شاطئ نهر، ولا بحضرة خضرة، لئلا يشتغل القلب؛ والأناظر العالية أحمد من السافلة، وينبغي أن يريح نفسه من الحفظ يوما أو يومين ليكون ذلك كالبناء الذي يراح ليستقر.) [الحث على حفظ العلم 45].

خامسا: الشروع في الحفظ:
وليس هو كل شيء، ويكون ذلك بالطريق الآتي:

أ- أن يتلقن الآيات المراد حفظها فيقرأها على شيخ :
قال ابن كثير رحمه الله: (فأما التلقين فمن فم الملقن أحسن، لأن الكتابة لا تدل على الأداء، كما أن المشاهد من كثير ممن يحفظ من الكتابة فقط يكثر تصحيفه وغلطه، وإذا أدى الحال إلى هذا منع منه إذا وجد شيخا يوقفه على ألفاظ القرآن.) [فضائل القرآن 211].
وفي عصرنا والحمد لله تنوعت الآلات المعينة على الطلب، فإن لم يتوفر للمرء الشيخ استعان ببعضها، كأن يأخذ شريطا لبعض القراء المتقنين فيسمع جزأه المراد حفظه منه، ويكرر ذلك السماع مرارا ليتبين له، وحبذا لو يقرأ معه من المصحف، لأننا في هذه الحالة قد نضمن عدم الخطإ إن شاء الله تعالى.
أما إن عجز عن ذا وعن ذاك فليحفظ القرآن على أي هيئة تيسرت له فإن له فيه أجرا، قال عليه الصلاة والسلام: ((والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له أجران))
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ( فأما عند العجز عما يلقن فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فيجوز عند الضرورة ما لا يجوز عند الرفاهية فإذا قرأ في المصحف والحالة هذه فلا حرج عليه؛ ولو فرض أنه يحرف بعض الكلمات عن لفظها على لغته ولفظه. ) [فضائل القرآن 211، 212]. فالمهم أن يواصل في الخير وقد يقيض الله تعالى له من يهديه إلى الصواب منه، ولو بعد حين.

ب- أن يشرع في الحفظ: فيحفظ الآية الأولى أو جزءً منها إن كانت طويلة، ويكررها عددا يستطيع أن يقرأها بعده من ذاكرته، فإذا علقت بذاكرته، قرأها عددا كثيرا منها دون نظر إلى المكتوب، كل ذلك ترسيخا لها وتثبيتا كأن يقرأها خمسين أو مائة أو ألفا إن كانت له همّة، ثم ينتقل إلى الآية بعدها، ويفعل معها ما فعل بالأولى، ثم يجمع بينهما ويقرؤهما معا عددا كبيرا يستطيع بذلك ترسيخهما مع بعضٍ وتثبيتهما؛ ثم ينتقل إلى الثالثة فيفعل معها ما فعل مع صاحبتيها، ثم يضمها إليهما كذلك، وهكذا حتى يفرغ من محفوظه جميعه.

سادسا: المراجعة:
وهذه أهم المهمات فلا حفظ دون تكرار ومراجعة، ومن استنزف جهده في الحفظ ثم أهمله وعرّضه للنسيان، فقد حرم نفسه، مع ما أضاع من وقت لو صرفه في طلب الدنيا لكان -ربما- أنفع له، وليس الصبر على الحفظ بأشد منه على المراجعة، ومن تصبر يصبره الله.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (تعاهدوا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم.) رواه مسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما مثل صاحب القرآن مثل صاحب الإبل المُعَقَّلة، إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت ) رواه البخاري ومسلم.
قال ابن الجوزي رحمه الله: ( كان أبو إسحاق الشيرازي يعيد الدرس مائة مرة، وكان إلكيا يعيد سبعين، وقال لنا الحسن بن أبي بكر النيسابوري الفقيه: لا يحصل الحفظ حتى يعاد خمسين مرة، وحكى لنا الحسن: أن فقيها أعاد الدرس في بيته مرارا كثيرة فقالت له عجوز في بيته قد والله حفظته أنا، فقال: أعيديه، فأعادته، فلما كان بعد أيام قال: يا عجوز، أعيدي ذلك الدرس، فقالت: ما أحفظه، قال: إني أكرر عدد الحفظ لئلا يصيبني ما أصابك. ) [الحث على حفظ العلم 44].

وطريقة المراجعة كما أقترحها طبقا لخبرتي:
أن يفرغ الإنسان يوما في الأسبوع أو يومين وهو أفضل، لا يحفظ فيهما شيئا، وليشتغل بمراجعة ما حفظ، فإن كان حفظ حزبا في الأسبوع الأول مثلا، قرأ ذلك الحزب كاملا عدة مرات وإن استطاع أن يجعلها ألفا فليفعل فإن ذلك كله في صالحه هو، ويوم يضعف يرى جليا نتيجة ذلك التكرار الذي أملّه في زهرة أيامه، وفي الأسبوع الثاني يراجع حزب الأسبوع الثاني ويضم إليه حزب الأسبوع الأول، وهكذا حتى يتم الشهر فيخصص يوما لمراجعة حفظ الشهر كله، أو عند نهاية السورة يخصص لها يوما أو يومين لضبطها وتثبيتها بطريقة لا يعود بعدها إليها.

ثم إني أقول:
على الإنسان أن لا يفتر من قراءة القرآن في جميع أحواله، قائما أو قاعدا أو على جنب، وليشغل نفسه به، وبمراجعة محفوظه اليومي فإن ذلك أدعى للرسوخ والتثبيت في ذهنه، ومن أهم ما يعين على ترسيخ الحفظ صلاة الليل فمن جربها علم فضلها في ذلك، ولا يزال مشايخنا يحثوننا على صلاة الليل وقراءة الورد فيها لأجل تثبيت القرآن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه.) رواه مسلم [الصحيحة 597].
ومن أفضل ما يعين على تثبيت القرآن أيضا تعليمه للناس، فإن ذلك يشغل الحافظ بكتاب الله دائما، مما لا يدع مجالا إلى هجرانه، مع ما فيه من الخيرية التي وعد الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم في قوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه.) رواه البخاري.


سابعا: تفهم المحفوظ:
لا شك أن حفظ الكلام عريا عن الفهم أشد على القلب، فعامة الناس إنما يحفظون بقلوبهم ما وعته عقولهم، من أجل ذلك فعلى المهتم بحفظ كتاب الله التزام القراءة في تفسير مختصر كالسعدي مثلا، ويحسن أن يضيف إليه بعض الأمور المتعلقة به كالصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي، وغيرها.
وبهذا يحصل للمرء حفظ القرآن مع تحصيل العلم سواء، وهو ما يسمى بالرواية والدراية.
قال أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله:(حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا)[تفسير ابن كثير 1/ 7].

ثامنا: الاستقامة والطاعة والعمل بمقتضى القرآن الكريم :
فإن الله أنزل القرآن ليعمل به، والمعاصي من أسباب تفلت القرآن ونسيانه، وما ذهب عن امرئ محفوظه أيا كان إلا بالذنب يحدثه، عن الضحاك بن مزاحم رحمه الله قال: ( ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه، لأن الله تعالى يقول: وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم، وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب.) [فضائل القرآن لأبي عبيد 104].
قال ابن كثير رحمه الله: ( وقد أدخل بعض المفسرين هذا المعنى ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)) وهذا الذي قاله هذا وإن لم يكن هو المراد جميعه، فهو بعضه فإن الإعراض عن تلاوة القرآن وتعريضه للنسيان وعدم الاعتناء به فيه تهاون كبير وتفريط شديد، نعوذ بالله منه.) [فضائل القرآن لابن كثير 221].
ثم إن الحافظ مهما علا كعبه في الحفظ والعلم فلا بد أن يسهو أو يحصل له السقط ليبقى الكمال لله وحده.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقرأ في سورة بالليل، فقال: يرحمه الله فقال: لقد أذكرني كذا وكذا، آية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا.) رواه الشيخان.
فإن فاته شيء من محفوظه فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأدب في الخطاب فقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن مسعود: ( بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت، بل هو نُسِّي.) [أخرجاه].
قال ابن كثير رحمه الله:
( وفي هذا الحديث والذي قبله دليل على أن حصول النسيان للشخص ليس بنقص له، وإذا كان بعد الاجتهاد والحرص.)[فضائل القرآن لابن كثير 229].
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق.
مقال في مجلة الإصلاح العدد 29، السنة السادسة.
 
عودة
أعلى