ربيع أحمد سيد
New member
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فسورة العصر مليئة بالدروس و العبر التي يحتاج لها كل إنسان ليحيا حياة طيبة في دنياه وأخراه ورغم قصر كلماتها وألفاظها إلا أنها جمعت أهم أسباب السعادة في الدارين ،والسعيد من عمل بهذه السورة ،والمحروم من لم يعمل بها .
قال تعالى : ﴿ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1-3] وهذا قسم من الله بالعصر الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح.
والخسار مراتب متعددة متفاوتة:
قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم.
وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.
والعمل الصالح، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة.
والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.
والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.
فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح العظيم[1] .
وبعد هذا التفسير الموجز لهذه السورة الكريمة تعالوا بنا نقتبس منها بعض القبسات لتكون نبراسا لنا في الحياة فرغم قصر السورة إلا أنها جمعت العديد من القبسات المهمة لإصلاح الفرد والمجتمع .
ومن هذه القبسات شرف الوقت وأهميته فالله – عزوجل - يقول : ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ وهذا قسم من الله بالعصر الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم ،وكفى بالوقت شرفا ورفعة أن يقسم به ملك الملوك .
وإذا أقسم الله – عز وجل - بشيء من مخلوقاته فهو دليل على أهمية هذا المخلوق وعظمته، وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته ومن هنا ندرك أهمية الوقت في حياتنا فيجب علينا أن نستغل أوقاتنا خير استغلال ونغتنمها خير اغتنام فلينتبه المرء إلى تعاقب الليل والنهار, ومرور الوقت وقصر العمر فالعمل العمل إذ لا وقت للكسل وطول الأمل مع العلم بقصر الأجل ،و الإسلام حريص كل الحرص على وقت المسلم ،و عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ »[2].
وننبه أن الله تعالى له أن يقسم بما شاء من مخلوقاته لكن المخلوق لا يقسم إلا بالخالق ،و عن ابن عمر عن عمر أنه قال: لا وأبي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « مهْ، إنه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك »[3] .
.
[1] - تفسير السعدي ص 934
[2] - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 6412
[3] - رواه أحمد في مسنده حديث رقم 329 وقال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه : إسناده صحيح
فسورة العصر مليئة بالدروس و العبر التي يحتاج لها كل إنسان ليحيا حياة طيبة في دنياه وأخراه ورغم قصر كلماتها وألفاظها إلا أنها جمعت أهم أسباب السعادة في الدارين ،والسعيد من عمل بهذه السورة ،والمحروم من لم يعمل بها .
قال تعالى : ﴿ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1-3] وهذا قسم من الله بالعصر الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح.
والخسار مراتب متعددة متفاوتة:
قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم.
وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.
والعمل الصالح، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة.
والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.
والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.
فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح العظيم[1] .
وبعد هذا التفسير الموجز لهذه السورة الكريمة تعالوا بنا نقتبس منها بعض القبسات لتكون نبراسا لنا في الحياة فرغم قصر السورة إلا أنها جمعت العديد من القبسات المهمة لإصلاح الفرد والمجتمع .
ومن هذه القبسات شرف الوقت وأهميته فالله – عزوجل - يقول : ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ وهذا قسم من الله بالعصر الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم ،وكفى بالوقت شرفا ورفعة أن يقسم به ملك الملوك .
وإذا أقسم الله – عز وجل - بشيء من مخلوقاته فهو دليل على أهمية هذا المخلوق وعظمته، وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته ومن هنا ندرك أهمية الوقت في حياتنا فيجب علينا أن نستغل أوقاتنا خير استغلال ونغتنمها خير اغتنام فلينتبه المرء إلى تعاقب الليل والنهار, ومرور الوقت وقصر العمر فالعمل العمل إذ لا وقت للكسل وطول الأمل مع العلم بقصر الأجل ،و الإسلام حريص كل الحرص على وقت المسلم ،و عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ »[2].
وننبه أن الله تعالى له أن يقسم بما شاء من مخلوقاته لكن المخلوق لا يقسم إلا بالخالق ،و عن ابن عمر عن عمر أنه قال: لا وأبي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « مهْ، إنه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك »[3] .
.
[1] - تفسير السعدي ص 934
[2] - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 6412
[3] - رواه أحمد في مسنده حديث رقم 329 وقال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه : إسناده صحيح