قال تعالى:(إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ).
هل المراد بالموتة الأولى المذكورة في الآيتين واحد؟[/QUOTE
السلام عليكم
جاء فى الكشاف
فإن قلت: كان الكلام واقعاً في الحياة الثانية لا في الموت، فهلا قيل: إن هي إلا حياتنا الأولى وما نحن بمنشرين؟ كما قيل:
"إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ "
[الأنعام:29]؟ وما معنى قوله: { إِنْ هِىَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلاْوْلَىٰ }؟ وما معنى ذكر الأولى؟ كأنهم وعدوا موتة أخرى حتى نفوها وجحدوها وأثبتوا الأولى؟ قلت: معناه ـ والله الموفق للصواب -: أنه قيل لهم: إنكم تموتون موتة تتعقبها حياة، كما تقدّمتكم موتة قد تعقبتها حياة، وذلك قوله عزّ وجل:
{ وَكُنتُمْ أَمْوٰتًا فَأَحْيَـٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ }البقرة: 28]
فقالوا: (إن هي إلا موتتنا الأولى) يريدون: ما الموتة التي من شأنها أن يتعقبها حياة إلا الموتة الأولى دون الموتة الثانية، وما هذه الصفة التي تصفون بها الموتة من تعقب الحياة لها إلا للموتة الأولى خاصة، فلا فرق إذاً بين هذا وبين قوله: { إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } في المعنى.
***
فى قوله تعالى "أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59)
إن قلنا أن الكلام تبكيت للقرين الذى فى النار .. فهو لوم من الذى فى الجنة له على مقولته التى كان يقولها فى الدنيا .. وهنا تكون الموتة المقصودة هى التى فى الدخان
وإن كان قوله إلى رفقائه أو فى نفسه اغتباطا بحاله فى الجنة .. تكون المقصودة موتة الخروج من الدنيا
والله أعلم