(4) التعريف بالرسائل المختصرة في علوم القراءات (دُرَّةُ النَّاظم في رواية حفص عن عاصم)

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
الرياض- حضرموت
01.png

درة الناظم في رواية حفص عن عاصم
تأليف
الإمام عثمان بن عمر الناشري الزبيدي
ت: 848 هـ
[align=justify]
موضوع الكتاب:
اشتمل هذا الكتاب على رواية حفص بن سليمان عن عاصم الكوفي من طريق الشَّاطبية أصولاً وفرشاً.
وقد بدأ كتابه هذا بـ: مقدِّمة، ثم أعقبها بفصلٍ ذكر فيه طرفاً من أخبار الإمام حفص وشيخه عاصم، ثم باب الاستعاذة، ثم باب البسملة، فأعقبه بباب هاء الكناية، ثم باب المد والقصر، ثم باب الهمزتين من كلمة، ثم فصل: إذا تكرر الاستفهام، فأعقبه بباب الهمزتين من كلمتين، ثم باب الإظهار والإدغام في ذكر ذال إذ، ثم ذكر دال قد، ثم ذكر تاء التأنيث، ثم ذكر لام هل وبل، ثم باب حروف قربت مخارجها، فأعقبه بباب أحكام النون السَّاكنة والتنوين، ثم باب الفتح والإمالة، ثم باب الراءات، ثم باب الوقف على آخر الكلم، ثم باب الوقف على مرسوم الخط، ثم باب ياءات الإضافة، ثم باب ياءات الزوائد، ثم فرش الحروف بدءاً بسورة الفاتحة إلى آخر سور القرآن الكريم.
سبب التأليف:
يقول المؤلف رحمه الله: (فإني لمَّا رأيتُ أهل بلدنا "زبيد" حماها الله وسائر بلاد الإسلام، يسارعون إلى الخيرات، ويتنافسون في الطَّاعات، وكنتُ قد جمعتُ لهم روايتي قالون والدُّوري، وانتفع بذلك جماعات، رأيتُ أن أُعزِّزهم بثالث، وهو الإمام حفص بن سليمان عن الإمام عاصم، حتى يجتمع في هذا الإقليم ما تفرَّق في سائر البلاد، والذي حداني إلى ذلك سهولة روايته بالاتفاق، وعذوبتها وفصاحتها على الإطلاق، وهي العمدة الآن في الهند والعراق، والأليق بكثير من النَّاس أن يعتمدوا رواية حفص، لأنه لا يميل شيئاً من القرآن إلا: ﴿مَجْريـهَا﴾ في هود، ولا يسهِّل شيئاً من الهمزات إلا: ﴿ءَاعْجَمِيٌّ﴾ في فصلِّت، وكذا باب: ﴿ءَالذَّكَرَيْنِ﴾ على وجه مرجوح على ما سيأتي بيانه، وما برحتُ أحدِّث نفسي بتخريج هذه الرِّواية حتى اتفق أنَّ بعض العلماء الفضلاء النبلاء-أصلح الله شأنه، ومنحه رضوانه- تكلَّم معي في هذا الأمر، فأشار عليَّ بالمسارعة إلى تخريج ذلك، فاستخرتُ الله سبحانه وتعالى فأبرزتُ هذه الرِّواية وما كرهتُ الإنسلاك في سمط المريدين، والانتماء إلى نمط الهادين، من رجاء دعاءٍ أقتني بركته، وترحم أخٍ صالحٍ أغتنم ملاحظته).
منهجه في الكتاب:
قال رحمه الله: (ولمَّا رأيتُ المذكور أولاً يحقق رواية الدُّوري عن أبي عمرو أفردتُ له رواية حفص بالنسبة إلى الدُّوري، فما اتفقا عليه تركتُهن وما اختلفا فيه بينَّتُه بالنِّسبة لحفصٍ فقط، طلباً للاختصار، وعدم الإطالة والإكثار، وربما أذكر بعض المتفق عليه للحاجة إليه، جعل الله ذلك ابتغاءً لوجهه الكريم ومرضاته، وتوسلاً إلى نجاته جناته، وإعانة على اجتماع خاصته على مناجاته، وأسأله النفع بها لي ولوالدي ولسائر المسلمين، وأن يرزقني تمام الإخلاص، ويمنَّ عليَّ في الدَّارين بالخلاص).
وقد مشى فيه على طريقة ذكر الأصول أولاً ثم ذكر فرش الكلمات سورة سورة من أول القرآن الكريم إلى آخره.

قلتُ: وتعددت أسماء هذا الكتاب، ومنها: (الانفرادة المسمَّاة دُرَّةُ الناظم في رواية حفص عن عاصم). وفي نسخةٍ خطية أخرى (دُرَّةُ الناظم لرواية حفص عن عاصم)، و(در الناظم في رواية حفص عن عاصم)، وورد اسمه في الفهرس الشَّامل باسم: (در الناظم لرواية حفص عن عاصم)، وذكره الإمام السَّخاوي باسم: (الدر النَّاظم في رواية حفص عن عاصم)، وطبع باسم (در الناظم في ذكر الخلف بين روايتي : دوري أبي عمرو وحفص عاصم)، وذلك بتعليق: جمال فاروق الدقاق الحسني، طبع بدار الحرمين للطباعة بالقاهرة، سنة 2002م - 1422هـ.​
[/align]​
 
جزاكم الله خيرا.
وهذا يؤكد أن روايتي قالون والدوري كانتا أكثر شهرة في زبيد وما حولها من أرض اليمن إلى القرن التاسع.​
 
جزاكم الله خيرا.
وهذا يؤكد أن روايتي قالون والدوري كانتا أكثر شهرة في زبيد وما حولها من أرض اليمن إلى القرن التاسع.​
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد.
وهاكم ما كتبته عن هذه المسألة في كتابي "الإمام عثمان الناشري وجهوده في علم القراءات":

بيَّن لنا الإمام عثمان النَّاشري من خلال كتبه ومصنَّفاته القراءاتِ القرآنيَّة السَّائدة في عصـره عامة، وفي بلده خاصة، وهي الرِّوايات الثلاث المشهورة "قالون عن نافع، والدُّوري عن أبي عمرو، وحفص عن عاصم".
قال رحمه الله في حديثه عن الدُّوري: «ولهذا فإنَّ أهل الدنيا فيما علمنا إنَّما يقرؤون بروايته ورواية قالون ورواية حفص عن عاصم«([1]).
وقال رحمه الله: «فإني لمَّا رأيتُ أهل بلدنا "زبيد" حماها الله وسائر بلاد الإسلام، يسارعون إلى الخيرات، ويتنافسون في الطَّاعات، وكنتُ قد جمعتُ لهم روايتي قالون والدُّوري، وانتفع بذلك جماعات، رأيتُ أن أُعزِّزهم بثالث، وهو الإمام حفص بن سليمان عن الإمام عاصم، حتى يجتمع في هذا الإقليم ما تفرَّق في سائر البلاد، والذي حداني إلى ذلك سهولة روايته بالاتفاق، وعذوبتها وفصاحتها على الإطلاق، وهي العمدة الآن في الهند والعراق، والأليق بكثير من النَّاس أن يعتمدوا رواية حفص، لأنه لا يميل شيئاً من القرآن إلا ﴿مَجْريـهَا﴾ في هود، ولا يسهِّل شيئاً من الهمزات إلا ﴿ءَاعْجَمِيٌّ﴾ في فصِّلت، وكذا باب ﴿ءَالذَّكَرَيْنِ﴾ على وجه مرجوح«([2]).
وقال رحمه الله: «وعامة أهل العراق والهند إنَّما يقرؤون لحفص«([3]).
وقال شيخه الإمام محمَّد الجزري (ت:833هـ): «فالقراءة التي عليها النَّاس اليوم بالشَّام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو فلا تكاد تجد أحداً يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة في الفرش، وقد يخطئون في الأصول«([4]).
وفي القرن العاشر يحدِّثنا المقرئ محمد بن أحمد بن الحسن الشهير بالمفضل عن القراءة السَّائدة في اليمن –وهو من مقرئي القرن العاشر-([5]) في مقدمة كتابه: «وأنا أستخير الله تعالى في جمع كتاب في تحقيق رواية قالون عن نافع، لأني رأيتُ معظم أهل بلدنا على ذلك، ولكنهم قد يعدلون عن الصواب في مواضع مثل: تليين حرف اللين في غير محلِّه، وقصر الممدود الواجب المد و اللازم له، ومثل: توليد الحروف المدِّية من الحركات الثلاث، وكالمدِّ في حروف المدِّ بلا داعٍ، وتعسفات أُخَرَ سأذكرها في مواضعها إن شاء الله تعالى، فأردتُ أن أنبِّه على ذلك حسب اجتهادي وطاقتي، وقد سألني ذلك بعض الإخوان فدافعته برهةٌ من الزمان، حتى يسَّر الله تعالى بفضله وكرمه[FONT=&quot]«[/FONT]([6]).
ومثله المقرئ أبو بكر بن عبد الوهَّاب النَّاشري –وهو من مقرئي القرن العاشر-([7]) قال في مقدِّمة كتابه: «وبعدُ فإنِّي لمَّا رأيتُ أكثر قُرَّاء اليمن يأخذ برواية قالون عن نافع، والبعض برواية الدُّوري عن أبي عمرو، وأفراداً برواية حفص عن عاصم رحمه الله أحببتُ أن أضع في ذلك مختصـراً لطيفاً يدلُّ على قراءتهم، رجاء في ذلك ثواب الله تعالى، وأن ينفع به من أراد، إنَّه على ذلك لقدير«([8]).
وقد استمرَّت هذه الروايات الثلاث بالقطر اليمني على قلِّة في روايتي (قالون ثم الدُّوري) إلى عصرنا هذا، وصنِّفت فيها المصنَّفات لضبطها وتدريسها([9]).
ولم تكن رواية ورش منتشرة في عصر الإمام عثمان النَّاشري [FONT=&quot][FONT=&quot]رحمه الله[/FONT][/FONT] في بلده زبيد حيث قال: «وإنما لم أستوعب قراءة الأصبهاني وإن كانت صحيحة -وقد قرأنا بها- لعدم انتشارها في بلادنا[FONT=&quot]«[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]([10]) يعني زبيد([11]).

[FONT=&quot]([/FONT][1][FONT=&quot])[/FONT] ينظر: الهداية إلى تحقيق الرِّواية، ورقة: 5.
[FONT=&quot]([/FONT][2][FONT=&quot])[/FONT] ينظر: درة النَّاظم في رواية حفص عن عاصم، ورقة: 3 من المخطوط.
[FONT=&quot]([/FONT][3][FONT=&quot])[/FONT] ينظر: الهداية إلى تحقيق الرِّواية، ورقة: نسخة حضرموت.
[FONT=&quot]([/FONT][4][FONT=&quot])[/FONT] ينظر: غاية النهاية: 1/292.
[FONT=&quot]([/FONT][5][FONT=&quot])[/FONT] حيث جاء في كتابه المخطوط" المناهل الروية شرح الدُّرَّة المضية" في نهايته أنه فرغ من تأليفه في السَّادس والعشرين من شهر رمضان سنة 919 هـ.
[FONT=&quot]([/FONT][6][FONT=&quot])[/FONT] ينظر: العقد الفريد والدُّر النضيد في رواية قالون بالتجويد، ورقة: 2 من المخطوط.
[FONT=&quot]([/FONT][7][FONT=&quot])[/FONT] حيث جاء في كتابه المخطوط"الدُّر المكنون في رواية الدُّوري وحفص وقالون" في نهايته أنه فرغ من تأليفه في الحادي عشر من شهر شعبان سنة 973 هـ.
[FONT=&quot]([/FONT][8][FONT=&quot])[/FONT] ينظر: الدر المكنون في رواية الدُّوري وحفص وقالون، ورقة: 2 من المخطوط.
[FONT=&quot]([/FONT][9][FONT=&quot])[/FONT] وقد يسَّر الله لي أن شرعتُ بكتابة بحث بعنوان: "القراءات المقروء بها في اليمن –من القرن التاسع إلى عصرنا-" يسَّر الله إتمامه على خير.
[FONT=&quot]([/FONT][10][FONT=&quot])[/FONT] ينظر: زيادة الطيبة على الشاطبية، ورقة: 4 من المخطوط.
[FONT=&quot]([/FONT][11][FONT=&quot])[/FONT] هكذا جاء في حاشية على النسخة الخطية من: زيادة الطيبة على الشاطبية.
 
عودة
أعلى